وفيها استعمل استعمال المغيرة بن شعبة على معاوية على عبد الله بن عمرو بن العاص الكوفة ، فأتاه المغيرة [ ص: 13 ] بن شعبة فقال له : استعملت عبد الله على الكوفة وأباه على مصر فتكون أميرا بين نابي الأسد . فعزله عنها واستعمل المغيرة على الكوفة . وبلغ عمرا ما قال المغيرة ، فدخل على معاوية فقال : استعملت المغيرة على الخراج فيغتال المال ولا تستطيع أن تأخذه منه ، استعمل على الخراج رجلا يخافك ويتقيك . فعزله عن الخراج واستعمله على الصلاة .
ولما ولي المغيرة الكوفة استعمل على كثير بن شهاب الري ، وكان يكثر سب علي على منبر الري ، وبقي عليها إلى أن ولي زياد الكوفة ، فأقره عليها ، وغزا الديلم ومعه عبد الله بن الحجاج التغلبي ، وقتل ديلميا وأخذ سلبه ، فأخذه منه كثير ، فناشده الله في رده عليه فلم يفعل ، فاختفى له وضربه على وجهه بالسيف أو بعصا هشم وجهه ، فقال :
من مبلغ أفناء خندف أنني أدركت طائلتي من أدركته ليلا بعقوة داره ابن شهاب
فضربته قدما على الأنياب هلا خشيت وأنت عاد ظالم
بقصور أبهر أسرتي وعقابي