ذكر ابن زياد وحبيش
في هذه السنة سير بعث بعثين : أحدهما مع مروان بن الحكم إلى عبيد الله بن زياد الجزيرة ومحاربة زفر بن الحارث بقرقيسيا واستعمله على كل ما يفتحه ، فإذا فرغ من الجزيرة توجه لقصد العراق وأخذه من ابن الزبير ، فلما كان بالجزيرة بلغه موت مروان وأتاه كتاب يستعمله على ما استعمله عليه أبوه ويحثه على المسير إلى عبد الملك بن مروان العراق .
والبعث الآخر إلى المدينة مع حبيش بن دلجة القيني ، فسار بهم حتى انتهى إلى المدينة وعليها جابر بن الأسود بن عوف ابن أخي عبد الرحمن بن عوف من قبل ابن الزبير ، فهرب منه جابر .
ثم إن ، وجه جيشا من الحارث بن أبي ربيعة ، وهو أخو عمرو بن أبي ربيعة البصرة ، وكان واليا عليها ، لابن الزبير وجعل عليهم الحنيف بن النحف التيمي لحرب [ ص: 274 ] حبيش ، فلما سمع بهم حبيش سار إليهم من المدينة ، وأرسل عبد الله بن الزبير إلى العباس بن سهل بن سعد الساعدي المدينة أميرا وأمره أن يسير في طلب حبيش حتى يوافي الجند من أهل البصرة الذين عليهم الحنيف ، فأقبل عباس في آثارهم حتى لحقهم بالربذة ، فقاتلهم حبيش ، فرماه بسهم فقتله ، وكان معه يومئذ يزيد بن سنان يوسف بن الحكم وابنه الحجاج ، وهما على جمل واحد ، وانهزم أصحابه ، فتحرز منهم خمسمائة بالمدينة ، فقال : انزلوا على حكمي ، فنزلوا ، فقتلهم ، ورجع فل العباس بن سهل حبيش إلى الشام ، ولما دخل يزيد بن سنان المدينة كان عليه ثياب بيض فاسودت مما مسحه الناس ومما صبوا عليه من الطيب .