والثرثار نهر أصل منبعه شرقي سنجار ، وبالقرب من قرية يقال لها سرق ، ويفرغ في دجلة بين الكحيل ورأس الأيل من عمل الفرج .
لما قتل بماكسين من ذكرنا استمدت تغلب وحشدت ، واجتمعت إليها النمر بن قاسط ، وأتاها المشجر بن الحارث الشيباني ، وكان من ساداتهم بالجزيرة ، وأتاها عبيد الله بن زياد بن ظبيان منجدا لهم على قيس ، فلذلك حقد عليه حتى قتل أخاه مصعب بن الزبير النابئ بن زياد ، واستنجد عمير تميما وأسدا ، فلم ينجده منهم أحد . فالتقوا على الثرثار ، وقد جعلت تغلب عليها بعد شعيب زياد بن هوبر ، ويقال : يزيد بن هوبر التغلبي ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزمت قيس ، وقتلت تغلب ومن معها منهم مقتلة عظيمة ، وبقروا بطون ثلاثين امرأة من بني سليم ، وقالت ليلى بنت الحارس التغلبية ، وقيل هي للأخطل :
لما رأونا والصليب طالعا ومارسرجيس وسما ناقعا والخيل لا تحمل إلا دارعا
والبيض في أيماننا قواطعا خلوا لنا الثرثار والمزارعا
وحنطة طيسا وكرما يانعا