ذكر محمد بن مروان الجزيرة وأرمينية ولاية
وفي هذه السنة استعمل عبد الملك أخاه محمدا على الجزيرة وأرمينية ، فغزا منها وأثخن [ في ] العدو ، وكانت بحيرة الطريخ التي بأرمينية مباحة لم يعرض لها أحد ، بل يأخذ منها من شاء ، فمنع من صيدها ، وجعل عليها من يأخذه ويبيعه ويأخذ ثمنه ، ثم صارت بعده لابنه مروان ، ثم أخذت منه لما انتقلت الدولة عنهم ، وهي إلى الآن على هذه الحال من الحجر ، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء .
وهذا الطريخ من عجائب الدنيا ; لأن سمكه صغير ، له كل سنة موسم ، يخرج من هذه البحيرة في نهر يصب إليها كثيرا ، يؤخذ بالأيدي والآلات المصنوعة له ، فإذا انقضى موسمه لا يوجد منه شيء .