ذكر شبيب زحر بن قيس محاربة
ووجه الحجاج جريدة خيل نقاوة ألف وثمانمائة فارس مع زحر بن قيس ، وقال له : اتبع شبيبا حتى تواقعه أين أدركته ، إلا أن يكون ذاهبا ، فاتركه ما لم يعطف عليك أو يقيم . فخرج زحر حتى انتهى إلى السيلحين ، وأقبل شبيب نحوه ، فالتقيا ، فجمع شبيب خيله ، ثم اعترض بهم الصف حتى انتهى إلى زحر ، فقاتل زحر حتى صرع ، وانهزم أصحابه وظنوا أنهم قتلوه ، فلما كان السحر وأصابه البرد قام يتمشى حتى دخل قرية فبات بها ، وحمل منها إلى الكوفة ، وبوجهه وبرأسه بضع عشرة جراحة ، فمكث أياما ثم أتى الحجاج فأجلسه معه على السرير ، وقال لمن حوله : من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة يمشي بين الناس وهو شهيد فلينظر إلى هذا .