ذكر عمر بن أبي الصلت بالري وما كان منه خلع
لما ظفر الحجاج لحق خلق كثير من المنهزمين بابن الأشعث بعمر بن أبي الصلت ، وكان قد غلب على الري في تلك الفتنة ، فلما اجتمعوا بالري أرادوا أن يحظوا عند الحجاج بأمر يمحون عن أنفسهم عثرة الجماجم ، فأشاروا على عمر بخلع الحجاج وقتيبة ، فامتنع ، فوضعوا عليه أباه أبا الصلت ، وكان به بارا ، فأشار عليه بذلك وألزمه به وقال له : يا بني ، إذا سار هؤلاء تحت لوائك لا أبالي أن تقتل غدا . ففعل .
فلما قارب قتيبة الري بلغه الخبر فاستعد لقتاله ، فالتقوا واقتتلوا ، فغدر أصحاب عمر به ، وأكثرهم من تميم ، فانهزم ولحق بطبرستان ، فآواه الأصبهبذ وأكرمه وأحسن إليه . فقال عمر لأبيه : إنك أمرتني بخلع الحجاج وقتيبة فأطعتك ، وكان خلاف رأيي فلم أحمد رأيك ، وقد نزلنا بهذا العلج الأصبهبذ فدعني حتى أثب عليه ، فأقتله وأجلس مملكته ، فقد علمت الأعاجم أني أشرف منه . فقال أبوه : ما كنت لأفعل هذا لرجل آوانا ونحن خائفون ، وأكرمنا وأنزلنا . فقال عمر : أنت أعلم وسترى .
ودخل قتيبة الري وكتب إلى الحجاج بخبر عمر وانهزامه إلى طبرستان ، فكتب الحجاج إلى الأصبهبذ : أن ابعث بهم أو برءوسهم ، وإلا فقد برئت منك الذمة . فصنع لهم الأصبهبذ طعاما وأحضرهما ، فقتل عمر وبعث أباه أسيرا ، وقيل : بل قتلهما وبعث برءوسهما .