ذكر قحطبة أهل نهاوند ودخولها
ولما قتل محاربة ابن ضبارة كتب قحطبة بذلك إلى ابنه الحسن وهو يحاصر نهاوند ، فلما أتاه الكتاب كبر هو وجنده ونادوا بقتله ، فقال عاصم بن عمير السعدي : ما نادى هؤلاء بقتله إلا وهو حق ! فاخرجوا إلى الحسن بن قحطبة فإنكم لا تقومون له فتذهبون حيث شئتم قبل أن يأتيه أبوه أو مدد من عنده .
فقالت الرجالة : تخرجون وأنتم فرسان على خيول وتتركوننا ؟ وقال له مالك بن أدهم الباهلي : لا أبرح حتى يقدم علي قحطبة .
وأقام قحطبة على أصبهان عشرين يوما ، ثم سار فقدم على ابنه بنهاوند فحصرهم ثلاثة أشهر : شعبان ورمضان وشوال ، ووضع عليهم المجانيق ، وأرسل إلى من بنهاوند من أهل خراسان يدعوهم إليه وأعطاهم الأمان ، فأبوا ذلك .
ثم أرسل إلى أهل الشام بمثل ذلك ، فأجابوه وقبلوا أمانه ، وبعثوا إليه يسألونه أن يشغل عنهم أهل المدينة بالقتال ليفتحوا له الباب الذي يليهم ، ففعل ذلك قحطبة وقاتلهم ، ففتح أهل الشام الباب ، فخرجوا ، فلما رأى أهل خراسان ذلك سألوهم عن خروجهم ، فقالوا : أخذنا الأمان لنا ولكم . فخرج رؤساء أهل خراسان ، فدفع قحطبة [ ص: 393 ] كل رجل منهم إلى قائد من قواده ، ثم أمر فنودي : من كان بيده أسير ممن خرج إلينا فليضرب عنقه وليأتنا برأسه ! ففعلوا ذلك ، فلم يبق أحد ممن كان قد هرب من أبي مسلم إلا قتل إلا أهل الشام ، فإنه وفى لهم وخلى سبيلهم وأخذ عليهم أن لا يمالئوا عليه عدوا ، ولم يقتل منهم أحدا .
وكان ممن قتل من أهل خراسان : أبو كامل ، وحاتم بن الحارث بن سريج ، وابن ، نصر بن سيار وعاصم بن عمير ، وعلي بن عقيل ، وبيهس .
ولما حاصر قحطبة نهاوند أرسل ابنه الحسن إلى مرج القلعة ، فقدم الحسن خازم بن خزيمة إلى حلوان وعليها عبد الله بن العلاء الكندي ، فهرب من حلوان وخلاها .