فصل 
واختلف الأطباء في الحجامة على نقرة القفا  وهي القمحدوة . 
وذكر أبو نعيم  في كتاب الطب النبوي حديثا مرفوعا : ( عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة فإنها تشفي من خمسة أدواء ذكر منها الجذام  ) . 
وفي حديث آخر : ( عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء  ) . 
فطائفة منهم استحسنته وقالت : إنها تنفع من جحظ العين ، والنتوء العارض  [ ص: 53 ] فيها وكثير من أمراضها ، ومن ثقل الحاجبين والجفن ، وتنفع من جربه . وروي أن  أحمد بن حنبل  احتاج إليها ، فاحتجم في جانبي قفاه ولم يحتجم في النقرة ، وممن كرهها صاحب " القانون " وقال : إنها تورث النسيان حقا ، كما قال سيدنا ومولانا وصاحب شريعتنا محمد  صلى الله عليه وسلم فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ ، والحجامة تذهبه ، انتهى كلامه . 
ورد عليه آخرون وقالوا : الحديث لا يثبت وإن ثبت فالحجامة إنما تضعف مؤخر الدماغ إذا استعملت لغير ضرورة ، فأما إذا استعملت لغلبة الدم عليه فإنها نافعة له طبا وشرعا ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه احتجم في عدة أماكن من قفاه بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك ، واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					