فصل 
وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى ، المعرضة عنه المتعوضة بغيره عنه ، فإذا امتلأ القلب من محبة الله والشوق إلى لقائه ، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور ، ولهذا قال تعالى في حق يوسف   ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين   ) [ يوسف : 24 ] ، فدل على أن الإخلاص سبب لدفع العشق  وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته ، فصرف المسبب صرف لسببه ، ولهذا قال بعض السلف : العشق حركة قلب فارغ ، يعني فارغا مما سوى معشوقه . 
قال تعالى : ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به   ) [ القصص : 11 ] أي فارغا من كل شيء إلا من موسى  لفرط محبتها له ، وتعلق قلبها به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					