: زوال الغضب بالرياضة وغيرها
اعلم أنه ما دام الإنسان يحب شيئا ويكره شيئا فلا يخلو من الغيظ والغضب ؛ لأنه من مقتضى الطبع ، إلا أنه قد تفيد الرياضة في محو قوته ، وذلك بالمجاهدة ، وتكلف الحلم ، والاحتمال مدة حتى يصير الحلم والاحتمال خلقا راسخا ، فالرياضة ليست لينعدم غيظ القلب ؛ لأنه غير ممكن ، ولكن ليستعمله على حد يستحبه الشرع ويستحسنه العقل ، وذلك بكسر سورته وتضعيفه حتى لا يشتد هيجان الغيظ في الباطن ، وينتهي ضعفه إلى أن لا يظهر أثره في الوجه .
وقد يتصور فقد الغيظ بغلبة نظر التوحيد ، أو بأن يعلم أن الله يحب منه أن لا يغتاظ ، فتطفئ شدة حبه لله تعالى غيظه ، أو بأن يشتغل القلب بضروري أهم من الغضب ، فلا يكون في القلب متسع للغضب لاشتغاله بغيره ، فإن استغراق القلب ببعض المهمات يمنع الإحساس بما عداه .