( المسألة الخامسة ) : معنى التعريف في ( المفلحون ) الدلالة على أن ، كما إذا بلغك أن إنسانا قد تاب من أهل بلدك ، فاستخبرت : من هو ؟ فقيل : زيد التائب ، أي هو الذي أخبرت بتوبته ، أو على أنهم الذين إن حصلت صفة ( المتقين هم الناس الذين بلغك أنهم يفلحون في الآخرة المفلحون ) فهم هم ، كما تقول لصاحبك : هل عرفت الأسد وما جبل عليه من فرط الإقدام ؟ إن زيدا هو هو .
( المسألة السادسة ) : المفلح الظافر بالمطلوب ، كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر ، ولم تستغلق عليه ، والمفلج بالجيم مثله ، والتركيب دال على معنى الشق والفتح ، ولهذا سمي الزراع فلاحا ، ومشقوق الشفة السفلى أفلح ، وفي المثل " الحديد بالحديد يفلح " ، وتحقيقه أن الله تعالى لما وصفهم بالقيام بما يلزمهم علما وعملا بين نتيجة ذلك وهو الظفر بالمطلوب الذي هو النعيم الدائم من غير شوب على وجه الإجلال والإعظام ، لأن ذلك هو الثواب المطلوب للعبادات .