[ ص: 51 ] المسألة الثانية : ؛ لأن هذا المهاجر لو ارتكب كبيرة لكان حكمه في المشيئة على قولنا ، ولخرج عن أن يكون أهلا للجنة قطعا على قول لا بد من شرط اجتناب الكبائر في كل وعد في القرآن المعتزلة . فإن قيل : فما فضله على سائر المؤمنين في الوعد إن كان كما قلتم ؟ قلنا : فضلهم يظهر لأن ثوابهم أعظم وقد قال تعالى : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ) [ الحديد : 10 ] فمعلوم أن من هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفارق دياره وأهله لتقويته ونصرة دينه مع شدة قوة الكفار وظهور صولتهم صار فعله كالسبب لقوة الدين ، وعلى هذا الوجه عظم محل الأنصار حتى صار ذكرهم والثناء عليهم تاليا لذكر المهاجرين لما آووه ونصروه .