المسألة السادسة : قال
القفال :
nindex.php?page=treesubj&link=19704أصل التوبة الرجوع كالأوبة ، يقال : توب كما يقال : أوب ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3قابل التوب ) [ غافر : 3 ] فقولهم : تاب يتوب توبا وتوبة ومتابا فهو تائب وتواب كقولهم : آب يئوب أوبا وأوبة فهو آيب وأواب ، والتوبة لفظة يشترك فيها الرب والعبد ، فإذا وصف بها العبد فالمعنى رجع إلى ربه ؛ لأن كل عاص فهو في معنى الهارب من ربه ، فإذا تاب فقد رجع عن هربه إلى ربه فيقال : تاب إلى ربه ، والرب في هذه الحالة كالمعرض عن عبده ، وإذا وصف بها الرب تعالى فالمعنى أنه رجع على عبده برحمته وفضله ، ولهذا السبب وقع الاختلاف في الصلة ، فقيل في العبد : تاب إلى ربه . وفي الرب على عبده ، وقد يفارق الرجل خدمة رئيس فيقطع الرئيس معروفه عنده ، ثم يراجع خدمته ، فيقال : فلان عاد إلى الأمير والأمير عاد عليه بإحسانه ومعروفه ، إذا عرفت هذا فنقول :
nindex.php?page=treesubj&link=19729_29490قبول التوبة يكون بوجهين :
أحدهما : أن يثيب عليها الثواب العظيم كما أن قبول الطاعة يراد به ذلك .
والثاني : أنه تعالى يغفر ذنوبه بسبب التوبة .
الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ : قَالَ
الْقَفَّالُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19704أَصْلُ التَّوْبَةِ الرُّجُوعُ كَالْأَوْبَةِ ، يُقَالُ : تَوَبَ كَمَا يُقَالُ : أَوَبَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=3قَابِلِ التَّوْبِ ) [ غَافِرٍ : 3 ] فَقَوْلُهُمْ : تَابَ يَتُوبُ تَوْبًا وَتَوْبَةً وَمَتَابًا فَهُوَ تَائِبٌ وَتَوَّابٌ كَقَوْلِهِمْ : آبَ يَئُوبُ أَوْبًا وَأَوْبَةً فَهُوَ آيِبٌ وَأَوَّابٌ ، وَالتَّوْبَةُ لَفْظَةٌ يَشْتَرِكُ فِيهَا الرَّبُّ وَالْعَبْدُ ، فَإِذَا وُصِفَ بِهَا الْعَبْدُ فَالْمَعْنَى رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ ؛ لِأَنَّ كُلَّ عَاصٍ فَهُوَ فِي مَعْنَى الْهَارِبِ مِنْ رَبِّهِ ، فَإِذَا تَابَ فَقَدْ رَجَعَ عَنْ هَرَبِهِ إِلَى رَبِّهِ فَيُقَالُ : تَابَ إِلَى رَبِّهِ ، وَالرَّبُّ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ كَالْمُعْرِضِ عَنْ عَبْدِهِ ، وَإِذَا وُصِفَ بِهَا الرَّبُّ تَعَالَى فَالْمَعْنَى أَنَّهُ رَجَعَ عَلَى عَبْدِهِ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ ، وَلِهَذَا السَّبَبِ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي الصِّلَةِ ، فَقِيلَ فِي الْعَبْدِ : تَابَ إِلَى رَبِّهِ . وَفِي الرَّبِّ عَلَى عَبْدِهِ ، وَقَدْ يُفَارِقُ الرَّجُلُ خِدْمَةَ رَئِيسٍ فَيَقْطَعُ الرَّئِيسُ مَعْرُوفَهُ عِنْدَهُ ، ثُمَّ يُرَاجِعُ خِدْمَتَهُ ، فَيُقَالُ : فُلَانٌ عَادَ إِلَى الْأَمِيرِ وَالْأَمِيرُ عَادَ عَلَيْهِ بِإِحْسَانِهِ وَمَعْرُوفِهِ ، إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَنَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19729_29490قَبُولُ التَّوْبَةِ يَكُونُ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنْ يُثِيبَ عَلَيْهَا الثَّوَابَ الْعَظِيمَ كَمَا أَنَّ قَبُولَ الطَّاعَةِ يُرَادُ بِهِ ذَلِكَ .
وَالثَّانِي : أَنَّهُ تَعَالَى يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ بِسَبَبِ التَّوْبَةِ .