[ ص: 168 ] المسألة الأولى : في تفسير الغضبين وجوه :
أحدها : أنه لا بد من إثبات سببين للغضبين :
أحدهما : ما تقدم وهو عيسى عليه السلام وما أنزل عليه والآخر تكذيبهم محمدا عليه الصلاة والسلام وما أنزل عليه فصار ذلك دخولا في غضب بعد غضب وسخط بعد سخط من قبله تعالى ؛ لأجل أنهم دخلوا في سبب بعد سبب ، وهو قول تكذيبهم الحسن والشعبي وعكرمة وأبي العالية وقتادة .
الثاني : ليس المراد إثبات غضبين فقط بل المراد إثبات أنواع من الغضب مترادفة لأجل أمور مترادفة صدرت عنهم نحو قولهم : ( عزير ابن الله ) [ التوبة : 30 ] . ( يد الله مغلولة ) [ المائدة : 64 ] . ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) [ آل عمران : 181 ] وغير ذلك من أنواع كفرهم ، وهو قول عطاء وعبيد بن عمير .
الثالث : أن المراد به تأكيد الغضب وتكثيره ؛ لأجل أن هذا الكفر وإن كان واحدا إلا أنه عظيم ، وهو قول أبي مسلم .
الرابع : الأول بعبادتهم العجل ، والثاني بكتمانهم صفة محمد وجحدهم نبوته عن السدي .
المسألة الثانية : التغير الذي يعرض للإنسان في مزاجه عند غليان دم قلبه بسبب مشاهدة أمر مكروه وذلك محال في حق الله تعالى ، فهو محمول على إرادته لمن عصاه الإضرار من جهة اللعن والأمر بذلك . الغضب عبارة عن
المسألة الثالثة : أنه يصح وأن غضبه يتزايد ويكثر ، ويصح فيه ذلك كصحته في العذاب فلا يكون غضبه على من كفر بخصلة واحدة كغضبه على من كفر بخصال كثيرة . وصفه تعالى بالغضب