أما قالوا سمعنا وعصينا ) ففيه مسائل : قوله تعالى : (
المسألة الأولى : أن إظلال الجبل لا شك أنه من أعظم المخوفات ومع ذلك فقد أصروا على كفرهم وصرحوا بقولهم ( سمعنا وعصينا ) وهذا يدل على أن التخويف وإن عظم لا يوجب الانقياد .
المسألة الثانية : الأكثرون من المفسرين اعترفوا بأنهم قالوا هذا القول ، قال أبو مسلم : وجائز أن يكون المعنى سمعوه فتلقوه بالعصيان فعبر عن ذلك بالقول وإن لم يقولوه كقوله تعالى : ( أن يقول له كن فيكون ) [ البقرة : 177 ] وكقوله : ( قالتا أتينا طائعين ) [ فصلت : 11 ] والأول أولى لأن صرف الكلام عن ظاهره بغير الدليل لا يجوز .