أما وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر ) ففيه مسألتان : قوله تعالى : (
المسألة الأولى : في أن قوله : ( وما هو ) كناية عماذا ؟ فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه كناية عن " أحدهم " الذي جرى ذكره أي وما أحدهم بمن يزحزحه من النار تعميره .
وثانيها : أنه ضمير لما دل عليه " يعمر " من مصدره و ( أن يعمر ) بدل منه .
وثالثها : أن يكون مبهما و ( أن يعمر ) موضحه .
[ ص: 177 ]
المسألة الثانية : الزحزحة التبعيد والإنحاء ، قال القاضي : والمراد أنه لا يؤثر في إزالة العذاب أقل تأثير ولو قال تعالى : وما هو بمبعده وبمنجيه لم يدل على قلة التأثير كدلالة هذا القول .
وأما قوله تعالى : ( والله بصير بما يعملون ) فاعلم أن البصر قد يراد به العلم ، يقال : إن لفلان بصرا بهذا الأمر ، أي معرفة ، وقد يراد به أنه على صفة لو وجدت المبصرات لأبصرها وكلا الوصفين يصحان عليه سبحانه إلا أن من قال : إن في الأعمال ما لا يصح أن يرى حمل هذا البصر على العلم لا محالة والله أعلم .