المسألة الثالثة : في ، قال مراتب الحسد رحمه الله : هي أربعة : الغزالي
الأولى : أن يحب زوال تلك النعمة ، وإن كان ذلك لا يحصل له ، وهذا غاية الحسد .
والثانية : أن يحب زوال تلك النعمة عنه إليه ، وذلك مثل رغبته في دار حسنة أو امرأة جميلة ، أو ولاية نافذة نالها غيره ، وهو يحب أن تكون له ، فالمطلوب بالذات حصوله له ، فأما زواله عن غيره فمطلوب بالعرض .
الثالثة : أن لا يشتهي عنها بل يشتهي لنفسه مثلها ، فإن عجز عن مثلها أحب زوالها لكي لا يظهر التفاوت بينهما .
الرابعة : أن يشتهي لنفسه مثلها ، فإن لم يحصل فلا يحب زوالها ، وهذا الأخير هو المعفو عنه إن كان في الدنيا ، والمندوب إليه إن كان في الدين ، والثالثة منها مذمومة وغير مذمومة ، والثانية أخف من الثالثة ، والأول مذموم محض ؛ قال تعالى : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ) [ النساء : 32 ] فتمنيه لمثل ذلك غير مذموم ، وأما تمنيه عين ذلك فهو مذموم .