الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 2312 ) فصل : ولا بأس بالتلبية في طواف القدوم . وبه يقول ابن عباس ، وعطاء بن السائب ، وربيعة بن عبد الرحمن ، وابن أبي ليلى ، وداود ، والشافعي . وروي عن سالم بن عبد الله أنه قال : لا يلبي حول البيت . وقال ابن عيينة : ما رأينا أحدا يقتدى به يلبي حول البيت إلا عطاء بن السائب . وذكر أبو الخطاب ، أنه لا يلبي . وهو قول للشافعي ; لأنه مشتغل بذكر يخصه ، فكان أولى .

                                                                                                                                            ولنا ، أنه زمن التلبية ، فلم يكره له ، كما لو لم يكن حول البيت ، ويمكن الجمع بين التلبية والذكر المشروع في الطواف . ويكره له رفع الصوت بالتلبية ، لئلا يشغل الطائفين عن طوافهم وأذكارهم . وإذا فرغ من التلبية صلى [ ص: 133 ] على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا بما أحب من خير الدنيا والآخرة ، لما روى الدارقطني ، بإسناده عن خزيمة بن ثابت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { كان إذا فرغ من تلبيته ، سأل الله مغفرته ورضوانه ، واستعاذه برحمته من النار } . وقال القاسم بن محمد : يستحب للرجل إذا فرغ من تلبيته ، أن يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم . وجاء في التفسير ، في تأويل قوله تعالى : { ورفعنا لك ذكرك } . لا أذكر إلا ذكرت معي . ولأن أكثر المواضع التي شرع فيها ذكر الله تعالى ، شرع فيها ذكر نبيه عليه السلام ، كالأذان والصلاة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية