( 2315 ) مسألة : قال : ( ومن خلعه ، ولم يشقه ) هذا قول أكثر أهل العلم . وحكي عن أحرم وعليه قميص الشعبي ، ، والنخعي ، وأبي قلابة وأبي صالح ذكوان ، أنه يشق ثيابه ; لئلا يتغطى رأسه حين ينزع القميص منه . ولنا ، ما روى ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، { يعلى بن أمية } . متفق عليه . وهذا لفظ كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة ، بعدما تضمخ بطيب ؟ فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ، ثم سكت ، فجاءه الوحي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أما الطيب الذي بك فاغسله ، وأما الجبة فانزعها ، ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في حجك . قال مسلم : كنا قبل أن نسمع هذا الحديث نقول في من أحرم وعليه قميص أو جبة ، فليخرقها عنه . فلما [ ص: 134 ] بلغنا هذا الحديث ، أخذنا به ، وتركنا ما كنا نفتي به قبل ذلك . عطاء
ولأن في شق الثوب إضاعة ماليته ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال . ( 2316 ) فصل : ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الرجل بفدية . وإذا نزع في الحال ، فلا فدية عليه
وإن استدام اللبس بعد إمكان نزعه ، فعليه الفدية ; لأن استدامة اللبس محرم كابتدائه ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجل بنزع جبته ، وإنما لم يأمره بفدية لما مضى فيما نرى ; لأنه كان جاهلا بالتحريم ، فجرى مجرى الناسي .