وهذا في حال الإحرام أشد استحبابا ; لأنه حال عبادة واستشعار بطاعة الله عز وجل ، فيشبه الاعتكاف ، وقد احتج على ذلك ، بأن أحمد ، رحمه الله ، كان إذا أحرم كأنه حية صماء . فيستحب للمحرم أن يشتغل بالتلبية ، وذكر الله تعالى ، أو قراءة القرآن ، أو أمر بمعروف ، أو نهي عن منكر ، أو تعليم لجاهل ، أو يأمر بحاجته ، أو يسكت ، وإن تكلم بما لا مأثم فيه ، أو أنشد شعرا لا يقبح ، فهو مباح ، ولا يكثر ، فقد روي عن شريحا ، رضي الله عنه أنه كان على ناقة له وهو محرم ، فجعل يقول : عمر
كأن راكبها غصن بمروحة إذا تدلت به أو شارب ثمل
الله أكبر ، الله أكبر . وهذا يدل على الإباحة ، والفضيلة الأول .