[ ص: 354 ] فصل : فإن ، حنث ، إلا أن يكون قصد أن لا يشافهه . نص عليه كتب إليه ، أو أرسل إليه رسولا ، وذكره أحمد [ في ] موضع آخر ، وذلك لقول الله تعالى : { الخرقي وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا } . ولأن القصد بالترك لكلامه هجرانه ، ولا يحصل مع مواصلته بالرسل والكتب . ويحتمل أن لا يحنث إلا أن ينوي ترك ذلك ; لأن هذا ليس بتكليم حقيقة ، ولو حلف ليكلمنه ، لم يبر بذلك ، إلا أن ينويه ، فكذلك لا يحنث به . ولو ، لم يحنث بذلك . حلف لا يكلمه ، فأرسل إنسانا يسأل أهل العلم عن مسألة أو حديث ، فجاء الرسول ، فسأل المحلوف عليه
وإن ، لم يحنث ، إلا أن تكون نيته هجرانها . قال حلف لا يكلم امرأته ، فجامعها ، في أحمد فقال : أي شيء كان بدو هذا أيسوءها أو يغيظها ؟ فإن لم يكن له نية ، فله أن يجامعها ولا يكلمها . وإن رجل قال لامرأته : إن كلمتك خمسة أيام فأنت طالق . أله أن يجامعها ولا يكلمها ؟ ، حنث ; لأن هذا قراءة الكتب في عرف الناس ، فتنصرف يمينه إليه ، إلا أن ينوي حقيقة القراءة . قال حلف لا يقرأ كتاب فلان . فقرأه في نفسه ، ولم يحرك شفتيه به : إذا حلف : لا قرأت لفلان كتابا . ففتحه حتى استقصى آخره ، إلا أنه لم يحرك شفتيه ، فإن أراد أن لا يعلم ما فيه ، فقد علم ما فيه وقرأه . أحمد