الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5980 ) فصل : فإن قال : أنت طالق إن أحببت . أو : إن أردت . أو : إن كرهت . احتمل أن يتعلق الطلاق بقولها بلسانها : قد أحببت . أو : أردت . أو : كرهت . لأن هذه المعاني في القلب ، لا يمكن الاطلاع عليها إلا من قبلها ، فتعلق الحكم بقولها ، كالمشيئة . ويحتمل أن يتعلق الحكم بما في القلب من ذلك ، ويكون اللسان دليلا عليه . فعلى هذا ، لو أقر الزوج بوجوده ، وقع طلاقه ، وإن لم يتلفظ به ، ولو قالت : أنا أحب ذلك . ثم قالت : كنت كاذبة . لم تطلق .

                                                                                                                                            وإن قال : إن كنت تحبين أن يعذبك الله بالنار فأنت طالق . فقالت : أنا أحب ذلك . فقد سئل أحمد عنها ، فلم يجب فيها بشيء ، وفيها احتمالان ; أحدهما ، لا تطلق . وهو قول أبي ثور ; لأن المحبة في القلب ، ولا توجد من أحد محبة ذلك ، وخبرها بحبها له كذب معلوم ، فلم يصلح دليلا على ما في قلبها . والاحتمال الثاني ، أنها تطلق . وهو قول أصحاب الرأي ; لأن ما في القلب لا يوقف عليه إلا من لسانها ، فاقتضى تعليق الحكم بلفظها به ، كاذبة كانت أو صادقة ، كالمشيئة ، ولا فرق بين قوله : إن كنت تحبين ذلك . وبين قوله : إن كنت تحبينه بقلبك . لأن المحبة لا تكون إلا بالقلب .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية