الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6062 ) فصل : وإن قال : أنت طالق أكثر الطلاق أو كله ، أو جميعه أو منتهاه ، أو مثل عدد الحصى أو الرمل أو القطر طلقت ثلاثا ; لأن هذا يقتضي عددا ولأن للطلاق أقل وأكثر فأقله واحدة وأكثره ثلاث وإن قال : كعدد التراب أو الماء وقع ثلاثا وقال أبو حنيفة : يقع واحدة بائن ; لأن الماء والتراب من أسماء الأجناس لا عدد له .

                                                                                                                                            ولنا أن الماء تتعدد أنواعه وقطراته والتراب تتعدد أنواعه وأجزاؤه فأشبه الحصا ، وإن قال : يا مائة طالق أو : أنت مائة طالق طلقت ثلاثا وإن قال : أنت طالق كمائة أو ألف فهي ثلاث قال أحمد في من قال : أنت طالق كألف تطليقة : فهي ثلاث ، وبه قال محمد بن الحسن وبعض أصحاب الشافعي وقال أبو حنيفة وأبو يوسف : إن لم تكن له نية وقعت واحدة ; لأنه لم يصرح بالعدد وإنما شبهها بالألف وليس الموقع الشبه به ولنا أن قوله : كألف تشبيه بالعدد خاصة ; لأنه لم يذكر إلا ذلك فوقع العدد كقوله : أنت طالق كعدد ألف وفي هذا انفصال عما قال

                                                                                                                                            وإن قال : أردت أنها طلقة كألف في صعوبتها دين ، وهل يقبل في الحكم ؟ يخرج على روايتين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية