( 7419 ) يعني مع كل إمام . قال : ( ويغزى مع كل بر وفاجر ) وسئل ، عن الرجل يقول : أنا لا أغزو ويأخذه ولد أبو عبد الله ، إنما يوفر الفيء عليهم ، فقال : سبحان الله ، هؤلاء قوم سوء ، هؤلاء القعدة ، مثبطون جهال ، فيقال : أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم ، من كان يغزو ؟ أليس كان قد ذهب الإسلام ؟ ما كانت تصنع العباس الروم ؟ وقد روى أبو داود ، بإسناده عن ، قال أبي هريرة
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { } وبإسناده عن الجهاد واجب عليكم مع كل أمير ; برا كان ، أو فاجرا . ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أنس } ولأن ترك الجهاد مع الفاجر يفضي إلى قطع الجهاد ، وظهور الكفار على المسلمين واستئصالهم ، وظهور كلمة الكفر ، وفيه فساد عظيم ، قال الله تعالى { ثلاث من أصل الإيمان ; الكف عمن قال : لا إله إلا الله ، لا نكفره بذنب ، ولا نخرجه من الإسلام بعمل ، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال ، والإيمان بالأقدار ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }
( 7420 ) فصل : قال : لا يعجبني أن يخرج مع الإمام أو القائد إذا عرف بالهزيمة وتضييع المسلمين ، وإنما أحمد . يغزو مع من له شفقة وحيطة على المسلمين
فإن كان القائد يعرف بشرب الخمر والغلول ، يغزى معه ، إنما ذلك في نفسه ، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم { } [ ص: 166 ] : إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر
( 7421 ) فصل : ، وهو الذي يثبط الناس عن الغزو ، ويزهدهم في الخروج إليه والقتال والجهاد ، مثل أن يقول : الحر أو البرد شديد ، والمشقة شديدة ، ولا تؤمن هزيمة هذا الجيش . ولا يستصحب الأمير معه مخذلا
وأشباه هذا ، ولا مرجفا ، وهو الذي يقول : هلكت سرية المسلمين ، ومالهم مدد ، ولا طاقة لهم بالكفار ، والكفار لهم قوة ، ومدد ، وصبر ، ولا يثبت لهم أحد . ونحو هذا ، ولا من يعين على المسلمين بالتجسس للكفار ، وإطلاعهم على عورات المسلمين ، ومكاتبتهم بأخبارهم ، ودلالتهم على عوراتهم ، أو إيواء جواسيسهم . ولا من يوقع العداوة بين المسلمين ، ويسعى بالفساد ; لقول الله تعالى { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة } .
ولأن هؤلاء مضرة على المسلمين ، فيلزمه منعهم . وإن خرج معه أحد هؤلاء ، لم يسهم له ولم يرضخ وإن أظهر عون المسلمين ; لأنه يحتمل أن يكون أظهره نفاقا ، وقد ظهر دليله ، فيكون مجرد ضرر ، فلا يستحق مما غنموا شيئا . وإن كان الأمير أحد هؤلاء ، لم يستحب الخروج معه ; لأنه إذا منع خروجه تبعا ، فمتبوعا أولى ، ولأنه لا تؤمن المضرة على من صحبه .