الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7594 ) فصل : وإن خاف نقض العهد منهم ، جاز أن ينبذ إليهم عهدهم ; لقول الله تعالى : { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء } . يعني أعلمهم بنقض عهدهم ، حتى تصير أنت وهم سواء في العلم ، ولا يكفي وقوع ذلك في قبوله ، حتى يكون عن أمارة تدل على ما خافه .

                                                                                                                                            ولا يجوز أن يبدأهم بقتال ولا غارة قبل إعلامهم بنقض العهد ; للآية ، ولأنهم آمنون منه بحكم العهد ، فلا يجوز قتلهم ، ولا أخذ مالهم . فإن قيل : فقد قلتم : إن الذمي إذا خيف منه الخيانة ، لم ينتقض عهده . قلنا : عقد الذمة آكد ; لأنه يجب على الإمام إجابتهم إليه ، وهو نوع معاوضة ، وعقد مؤبد ، بخلاف الهدنة والأمان ، ولهذا لو نقض بعض أهل الذمة ، لم ينتقض عهد الباقين ، بخلاف الهدنة ، ولأن أهل الذمة في قبضة الإمام ، وتجب ولايته ، ولا يخشى الضرر كثيرا من نقضهم ، بخلاف أهل الهدنة ، فإنه يخاف منهم الغارة على المسلمين ، والضرر الكثير بأخذهم للمسلمين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية