الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7671 ) فصل : فإن بذل التغلبي أداء الجزية ، وتحط عنه الصدقة ، لم يقبل منه ، لأن الصلح وقع على هذا ، فلا يغير . ويحتمل أن يقبل منه ; لقول الله تعالى : { حتى يعطوا الجزية عن يد } . وهذا قد أعطى الجزية ، وإن كان باذل الجزية منهم حربيا ، قبلت منه ; للآية ، وخبر بريدة : { ادعهم إلى أداء الجزية ، فإن أجابوك ، فاقبل منهم ، وكف عنهم } .

                                                                                                                                            ولأنه لم يدخل في صلح الأولين ، فلم يلزمه حكمه ، وهو كتابي باذل للجزية ، فيحقن بها دمه . وإن أراد إمام نقض صلحهم ، وتجديد الجزية عليهم كفعل عمر بن عبد العزيز ، لم يكن له ذلك ; لأن عقد الذمة على التأبيد ، وقد عقده معهم عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، فلم يكن لغيره نقضه ما داموا على العهد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية