ولنا ، أنه أقسم بصفة من صفات ذات الله ، فكان يمينا موجبا للكفارة ، كالحلف ببقاء الله - تعالى ، فإن معنى ذلك الحلف ببقاء الله - تعالى ، وحياته . ويقال : العمر والعمر واحد . وقيل : معناه وحق الله . وقد ثبت له عرف الشرع والاستعمال ، قال الله تعالى : { لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون } .
وقال : النابغة
فلا لعمر الذي قد زرته حججا وما أريق على الأنصاب من جسد
وقال آخر :إذا رضيت كرام بني قشير لعمر الله أعجبني رضاها
ولكن لعمر الله ما ظل مسلما كغر الثنايا واضحات الملاغم
وأما احتياجه إلى التقدير ، فلا يصح ; فإن اللفظ إذا اشتهر في العرف ، صار من الأسماء العرفية ، يجب حمله عليه عند الإطلاق دون موضوعه الأصلي ، على ما عرف من سائر الأسماء العرفية ، ومتى احتاج اللفظ إلى التقدير ، وجب التقدير له ، ولم يجز اطراحه ، ولهذا يفهم مراد المتكلم به من غير اطلاع على نية قائله وقصده ، كما يفهم أن مراد المتكلم بهذا من المتقدمين القسم ، ويفهم من القسم بغير حرف القسم في أشعارهم القسم في مثل قوله :
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
ويفهم من القسم الذي حذف في جوابه حرف " لا " أنه مقدر مراد ، كهذا البيت ، ويفهم من قول الله تعالى : { واسأل القرية } - . { وأشربوا في قلوبهم العجل } . التقدير ، فكذا هاهنا .وإن قال : عمرك الله كما في قوله :
أيها المنكح الثريا سهيلا عمرك الله كيف يلتقيان