الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8029 ) فصل : إذا أطعم مسكينا في يوم واحد من كفارتين ، ففيه وجهان ; أحدهما ، يجزئه ; لأنه أطعم عن كل كفارة عشرة مساكين ، فأجزأه ، كما لو أطعمه في يومين ، ولأن من جاز له أن يأخذ من اثنين ، جاز أن يأخذ من واحد ، كالقدر الذي يجوز له أخذه من الزكاة . والثاني ، لا يجزئه إلا عن واحد . وهو قول أبي حنيفة ، وأبي يوسف ; لأنه أعطى مسكينا في يوم طعام اثنين ، فلم يجزئه إلا عن واحد ، كما لو كان في كفارة واحدة . وإن أطعم اثنين من كفارتين في يوم واحد ، جاز . ولا نعلم في جوازه خلافا .

                                                                                                                                            وكذلك إن أطعم واحدا من كفارتين في يومين ، ، جاز أيضا ، بغير خلاف نعلمه . فلو كان على واحد عشر كفارات ، وعنده عشرة مساكين ، يطعمهم كل يوم كفارة يفرقها عليهم ، جاز ; لأنه أتى بما أمر به ، فخرج عن عهدته ، وبيان أنه أتى بما أمر ، أنه أطعم عن كل كفارة عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله ، والحكم في الكسوة كالحكم في الطعام ، على ما فصلناه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية