التعريف بأشهر المحدثين ومناهجهم
لقد كانت حركة الحديث والمحدثين على درجة من التنامي والتنوع، حتى ما يكاد اثنان منهم يتشابهان في منهج أو طريقة، وكان التمايز ظاهرا في مناهجهم وأساليبهم، ومن هـنا كان التجديد سمة بارزة من سمات العصور الأولى، فملامح التصنيف في القرن الثاني الهجري اختلفت تماما عما كانت عليه في القرن الأول الهجري، وكذلك الحال بين القرن الثاني والقرن الثالث الهجري.
فقد غلب على حركة التصنيف في أوائل القرن الثاني الهجري التصنيف الموضوعي بحيث تفرد أحاديث موضوع واحد في مصنف، كالسيرة، أو الأحكام، أو الأدب، أو الزهد، أو الفتن، وكان المصنف يثبت في مصنفه الأحاديث المتصلة المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم وغير المتصلة، والآثار الموقوفة على الصحابة والتابعين. ولم تكن هـذه المصنفات تعرف المناهج المنضبطة بقواعد وشروط. وظهرت بوادر الكتب الجامعة مثل جامع معمر بن راشد المتوفى سنة 154هـ والذي احتوى على موضوعات شتى وأبواب كثيرة، دون نسق معين يربط بينها.
وقد بدأ التصنيف المنهجي بكتاب الموطأ للإمام مالك بن أنس ، ثم توالى بعده فكانت الكتب الستة ومسند الإمام أحمد ومعاجم الطبراني وصحيحا ابن خزيمة وابن حبان .
وفيما يلي لمناهج هـذه الكتب وتعريف بمؤلفيها [ ص: 110 ]