وحدة التاريخ قد ينكر البعض أن يكون للمسلمين في العصر الحاضر تاريخ مشترك، بل وينكر أن يكون للعرب تاريخ مشترك زاعما أن لكل دولة عربية تاريخها المستقل، وهذا الزعم يتسم بالتغرير السياسي والخداع الثقافي ومجافاة الواقع، ويكفي أن نلاحظ تفاعل جماهير العرب والمسلمين مع القضية الفلسطينية، لنتمكن من معرفة كوامن الشعور بالتاريخ المشترك، حتى أن قادة الجهاد الأفغاني أعلنوا أنهم يتمنون الشهادة على أرض القدس، مما يؤكد وحدة الآلام والآمال. وبعيدا في أعماق ذكريات التاريخ يقف المسلمون أمام جهود صلاح الدين الأيوبي ونور الدين محمود موقفا موحدا يتسم بالعرفان، ويقوي الشعور بوحدة الموقف التاريخي بالنسبة لعصر السيرة والراشدين حيث يتسم بالإجلال.