الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        المنهج النبوي والتغيير الحضاري

        برغوث عبد العزيز بن مبارك

        أولا: المنهج النبوي وعالم الربط الحضاري

        عملية الربط الحضاري للإنسان برؤية كونية معينة، هـي العمل التاريخي الأول في حركة التغيير الاجتماعي، الهادفة إلى بناء ثقافة.. وعملية الربط أول ما تتحرك، فإن وجهتها، تكون نحو الإنسان، إذ هـو غايتها الأساسية، وساحتها الكبرى.

        ولهذ السبب كان التوجيه القرآني حاسما في التنبيه على الساحة المركزية للتغيير الاجتماعي الأصيل، وهي الساحة النفسية بمفهومها الشامل: قال تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) (الرعد:11) .

        فهذه الآية تحدثت عن ضرورات خاصة بفهم الرؤية الكونية عموما، وتحدثت عن ضرورات خاصة بالمجتمع، وسلوكه الاجتماعي (سلبا وإيجابا) .. كما تحدثت عن ضرورات خاصة بالمنهج التغييري.. والذي يهمنا منها في هـذا التحليل هـو الشق الذي أشار إلى تغيير ما بالنفس، والذي سنبحثه من وجهة نظر النموذج التغييري النبوي [1] .

        ففي مفصل الربط الحضاري، جاهد الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل (ربط) النفوس [ ص: 120 ] والعقول بالخطاب الإلهي، وأتاح لها فرصة الاستجابة لتوجيهات الوحي الأعلى.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية