المنهج النبوي والعصر العالمي
فإذا كانت هـذه هـي رسالة السنة النبوية المطهرة، فكيف تقوم بهذه الوظيفة في ظل العصر العالمي المعيش؟
فعندما نطرح فكرة العصر العالمي، فإنما نعني بها مجمل التطورات العقلية، والمنهجية، والروحية، والسلوكية، التي ساهمت في نقل البشر من مرحلة تاريخية حضارية سابقة، إلى مرحلة حضارية جديدة، والتي فرضت على البشر الدخول إلى العصر العالمي، بكل ما فيه من تطور صناعي، وتكنولوجي، وثقافي، وأخلاقي، ومنهجي، وبكل ما فيه من مشكلات خطيرة على الصعيد المفاهيمي، والمناهجي، والمعرفي، والتي ستؤثر في صيرورة البشرية فوق الكوكب الأرضي. ولهذا تظهر حتمية، وإلزامية التفكير في احتمالات الاستحالة على الصعيد الاجتماعي، والحضاري، وما سينجم عن ذلك من مواقف إنسانية، قد تضع البشر جميعا في لحظة حرجة من تطورهم في (نقطة الاختيار الكلي) الذي لا يحتمل إلا وجهتين: إما سلامة البشرية، ونموها باتجاه الحق تبارك وتعالى، أو انهيارها، وتماديها على طريق الغي، والظلم، والصلف الذي سيؤدي إلى انتقام السنن الإلهية حتما.