المنهج النبوي في بناء الحضارة العالمية
النبي صلى الله عليه وسلم واجه قضية تركيب حضارة، وبناء مجتمع انطلاقا من واقع معين، ولكي نفهمه بعمق، علينا أن نتعرف على العناصر الأساسية التي ساهمت في تشكيل الظاهرة التغييرية الإسلامية، وهي:
- عالم العقيدة الإسلامية، الذي أشرنا إلى جانب منه في التحليل السابق.
- المنهج النبوي في البناء الحضاري (مرتبط بالسنن، وبمنهج السير في الأرض) . [ ص: 117 ]
- الإنسان القديم بمواريثه، وأمراضه الكونية، والاجتماعية.
- المجتمع الجاهلي، بثقافته، وتاريخه، ومؤسساته.
- الجماعة المؤسسة للعمل التغييري الإسلامي (الصحابة) .
- القراءة (باسم ربك) كمعجزة حضارية، وكمنهج تغييري.
فالقدرة على فهم هـذه العناصر في سياقها الاجتماعي، والعضوي، هـو الذي سيكشف لنا عن معالم المنهج النبوي، في بناء الحضارة العالمية من خلال تقديمه لنموذج من نماذجها، وهو المثل الكامل، والقدوة الحضارية، التي تمثل معيار البناء الحضاري الإسلامي.
فالمنهج النبوي في بناء النموذج الأول للحضارة العالمية، ووضع برنامجها، وتأسيس قواعدها، وترسيم حدودها، وصياغة منهجيتها، وتحديد وجهتها، وتعليم مقاصدها، كان مبنيا على أصول الوحي الأعلى، الذي أدار العملية التغييرية، حول الإنسان كفرد، وكمجتمع، وكأمة، وكإنسانية، وعلى هـذا فدراسة الظاهرة التغييرية النبوية، هـي دراسة في منهج بناء الإنسان، بما في ذلك فلسفة هـذا المنهج، ومشروعه، وغاياته، ومقاصده، وأدواته، وشروطه، وأساليبه، ومنهجيته..
ومن هـنا فسنحاول الآن إثبات بعض الملاحظات عن المعالم الكبرى للمنهج النبوي في بناء الإنسان.