الـواردات الغـذائيـة
لئن كانت الحبوب تشكل أهم مقومات النظام الغذائي بالمنطقة العربية الإسلامية -لأن نسبة الزلاليات والكالوريهات ذات المنشأ النباتي تفوق بكثير منها ذات المنشأ الحيواني، 68% و86% مقابل 32% و14% أثناء فترة (1986-1988م) على سبيل الذكر [1] - فإن [ ص: 40 ] إنتاجها لا يفي إلا بما يفوق نصف الاستهلاك بقليل، العامل الذي جعل من متوسط الواردات السنوية يقفز من 35834 ألف طن خلال فترة (1986-1988م) إلى 40284 ألف طن على امتداد فترة (1993-1995م) ، أو ما يعادل 16.5% و17.5% من جملة الواردات العالمية للحبوب، (جدول رقم2) . ولقد استأثرت كل من مصر والجزائر والسعودية والعراق والمغرب بحوالي 76.5% و 69% أثناء الفترتين على التوالي.
أما اللحوم فإن متوسط واردات المنطقة العربية الإسلامية منها، سجل انخفاضا فيما بين الفترتين الآنفتي الذكر، من 940 ألف طن إلى 875 ألف طن، أو ما يوازي نسبة 9.3% و 6.2% من جملة واردات العالم من هذه السلع، (جدول رقم3) . وتتقاسم كل من السعودية، ومصر، والإمارات ، أثناء الفترتين على التوالي، زهاء 60% من إجمالي الواردات العربية من اللحوم.
وعلى مستوى القيمة، فإن الواردات الغذائية العربية قفزت من 13522 مليون دولار سنة 1980م، إلى 17916مليون دولار سنة 1993م (جدول رقم4) . وفي ضوء هذا التزايد المطرد لتكاليف الواردات، الذي يعود أساسا إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الموردة، وجزئيا إلى تضخم الطلب الداخلي جراء النمو الديمغرافي السريع الذي [ ص: 41 ] تشهده المنطقة، والتحسن النسبي للطاقة الشرائية، ماذا عسى أن يكون دور المعونات الغذائية التي تتلقاها الأقطار العربية الإسلامية الأقل قدرة على تحمل أعباء تلك الواردات؟