الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          معلومات الكتاب

          استخـدام الرسول صلى الله عليه وسلم الوسائل التعليمية

          حسن بن علي البشاري

          حادي عشر: الإشارة إلى الصدر

          42- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 90 ] : ( إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم ( وأشار بأصابعه إلى صدره) ) [1]

          43- وعنـه أيضـا قال: قـال رسول الله: ( لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيـع بعض، وكـونـوا عبـاد اللـه إخـوانـا. المسلم أخـو المـسـلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا ( ويشير إلى صدره ثلاث مرات ) ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه ) . )

          ( التقوى ههنا ) معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى، إنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله وخشيته ومراقبته [2]

          ويعلق القرضاوي على هذا الحديث بقوله: ( فهذه الإشـارة إلى الصدر في بيان حقيـقة التقـوى ومحلـها، أبلـغ كثـيرا من قوله: ( التقـوى محلها القـلب ) ، فهذه كلمة قد تمر على الكثيرين [ ص: 91 ] دون أن يلقـوا لها سمـعـا، أو يلقـون سمعا ولا يحضرون مع السمع قلبا ) [3]

          44- وعن أنس رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله يقول: الإسلام علانية، والإيمـان في القلب، قال: ( ثم يشـير بيده إلى صدره ثلاث مرات ) ، قال: ثم يقول: التقوى ههنا، التقوى ههنا ) [4]

          45- وبالإضافة إلى إشارته إلى صدره، ورد في السنة أنه كان يشير إلى صدر المخاطب أحيانا، ( فعن وابصة بن معبد قال: أتيـت رسـول الله وأنـا أريـد أن لا أدع شيـئـا من البـر والإثـم إلا سألته عنه، وإذا عنده جمع فذهبت أتخطى الناس.

          فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله، إليك يا وابصة.

          فقلت: أنا وابصة، دعوني أدنو منه فإنه من أحب الناس إلي أن أدنو منه، فقال لي: ادن يا وابصة، أدن يا وابصة، فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال: يا وابصة، أخبرك ما جئت تسألني عنه، أو تسألني، فقلت: يا رسول الله فأخبرني، قال: جئت تسألني عن البر والإثم، قلت: نعم، ( فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ) ويقول: يا وابصة استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس، قال سفيان: وأفتوك ) )
          [5] [ ص: 92 ]

          التالي السابق


          الخدمات العلمية