ثالث عشر: الإشارة إلى اللسان
48- ( عن عبد الله بن عـمر رضي الله عنهما قـال: قـال رسول الله : إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا ( وأشار إلى لسانه ) أو يرحم، وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) [1] [ ص: 94 ]
49- عـن معـاذ رضي الله عنه قال: قـال رسول الله: ( رأس الأمر الإسـلام، وعمـوده الصلاة، وذروة سنـامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت: بلى يا نبي الله ( فأخذ بلسانه ) وقال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب النـاس في النار على وجوههم -أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ) ؟ )
قال الترمذي: حديث صحيح [2]
وقال المباركفوري: وإنما أخذ عليه الصلاة والسلام بلسانه وأشار إليه من غير اكتفاء بالقول تنبيها على أن أمر اللسان صعب
[3]
50- ( عن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل ربي الله ثم [ ص: 95 ] استقم، قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي؟ فأخذ رسول الله بلسان نفسه، ثم قال: هذا ) [4]
ولا شك أن هذه الإشارة الحسية إلى اللسان تجعل الذين حضروا هذه المواقف التعليمية يدركون خطر اللسان وعواقبه الوخيمة على الإنسان في الدنيا والآخرة بأكثر من ذكر اللسان ذكرا مجردا عنها. كما أن هذه الإشارة تساعد على بقاء هذه الخبرة التربوية مدة أطول.