رابع عشر: استخدام الحصى
51- عن بريدة رضي الله عنه قال: قال النبي: ( هل تدرون ما هذه وهذه؟ ورمى بحصاتين. قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذاك الأمل، وهذاك الأجل. ) [1]
52- ( عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله أخذ ثلاث حصيات، فوضع واحدة، ثم وضع أخرى بين يديه، ورمى بالثالثة، فقال: هذا ابن آدم، وهذا أجله، وذاك أمله ( التي رمي بها ) [2] [ ص: 96 ]
53- ( عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا ( لمسجد المدينة ) . )
قال النووي في شرح هذا الحديث: ( وأما أخذه الحصباء وضربه في الأرض، فالمراد به المبالغة في الإيضاح لبيان أنه مسجد المدينة. والحصباء بالمد الحصى الصغار ) [3]
54- ( عن حذيفة رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله حديثين قد رأيت أحدهما وأنا انتظر الآخر. حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفع الأمانة قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل [ ص: 97 ] الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك، فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ( ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله ) فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا. حتى يقال للرجل: ما أجلده، ما أظرفه، ما أعقله، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ) [4]
( الوكت ) الأثر اليسير. ( المجل ) التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها.
( منتبرا ) مرتفعا.
قال الإمام النووي: وأخذ الحصاة ودحرجته إياها، أراد بها زيادة البيان وإيضاح المذكور والله أعلم [5]