ثامن عشر: المجسمات (الدمى)
73- ( عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي، وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله إذا دخل يتقمعن منه، فيسربهن إلي فيلعبن معي ) [1]
( يتقمعن منه ) يدخلن البيت ويستترن منه. وفي رواية ( ينقمعن ) .
( فيسربهن إلي ) يرسلهن واحدة بعد الأخرى.
يقول الحافظ بن حجر: (واستدل بهذا الحديث على جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن. وخص [ ص: 120 ] ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن ) [2]
وما أشار إليه الحافظ بن حجر يرحمه الله في تعليله لجواز بيع اللعب للبنات، يعد من أحدث الاتجاهات التربوية في الوقت الراهن، وأعني به التعلم عن طريق اللعب، حيث أجريت بحوث كثيرة حول أهمية وأثر الألعاب التربوية في تعليم الطلبة. وأظهرت هذه البحوث أن الألعاب التربوية وسائل تعليمية فعالة وقوية التأثير في تغيير سلوك المتعلم واتجاهه، وذلك باكتسابه معارف ومهارات دقيقة يواجهها في واقع حياته العملية، ومن ثم في اتجاهه نحو الهيئات والوسائل التي يتفاعل معها [3]
ومن أهم فوائد الألعاب التربوية أنها تعمل على إشراك المتعلم إيجابيا في عملية التعلم، أكثرمن أية وسيلة أخرى مشابهة، لأنه [ ص: 121 ] يستخدم قدراته في أثناء اللعب. ولذلك تعتبر الألعاب التربوية وسائل فعالة لقياس اتجاهات المتعلمين وتنميتها وتعزيزها [4]
74- ( عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي. ورأي بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة! قالت: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ) [5]
( السهوة ) كالصفة تكون بين يدي البيت، وقيل شبيهة بالرف والطاق يوضع فيه الشيء.
( ناحية الستر ) طرفه.
( نواجذه ) أي أواخر أسنانه. [ ص: 122 ]