المطلب الثالث
صور من الأزمات التي عرفها التاريخ الإسلامي وتحليل طريقة إدارتها
1- من الأزمات الكبرى التي عرفها التاريخ الإسلامي الفتنة الكبرى، بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان، رضي الله عنه، الله ثم ما تبع ذلك من فتن كوقعة الجمل وصفين ثم ثورة ابن الزبير، ومقتل الحسين بن علي، رضي الله عنه، في كربلاء، فهذه الأزمات حدثت، وعمل الفقه الإسلامي على معالجة آثارها الاجتماعية لاحتواء الضرر ومنع تداعياتها من خلال ما نجده من موقف متزن في التعامل مع الفتنة كقولهم: «وأما ما وقع بينهم من الحروب والفتن فتلك أمور مبنية على الاجتهاد، وكل مجتهد مصيب، أو المصيب واحد، والمخطئ معذور، بل ومأجور، وكما قال عمر بن عبد العزيز: تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلا نخضب بها ألسنتنا» [1] ، وهذا الموقف الفقهي هو أحد الأشكال الناجحة في التعامل مع تداعيات الأزمة، احتواء للضرر، ومنعا لتفاقم آثار الأزمة، وانحيازا لوحدة الأمة، لا للفرق المتنازعة؛ فتعامل [ ص: 138 ] الفقـه مع هذه الأزمات بعد وقوعها على نحو يواجه آثارها ويرممها بحيث لا تفتك بوحدة الجماعة.
وقد نبه ابن العربي في «العواصم من القواصم» كيف هيأ الله للأمة عاصمة من كل قاصمة، ويعد كتابه هذا أحد أشكال مواجهة آثار الأزمة، حيث نبه إلى حماية الله للأمة في عام الجماعة، بتنازل الحسن لمعاوية [2] .. وهذا العمل الفكري من ابن العربي أنموذج لأثر المفكرين المسلمين في إيجاد ثقافة فكرية تتمكن من مواجهة آثار الأزمة العنيفة في أعقاب الفتنة، وما تبعها من انقسام.. وإيجاد ثقافة فكرية موحدة أحد طرق إدارة الأزمة.
2- مقتل الحسين بن علي، رضي الله عنهما، في كربلاء أنموذج لعجز الجيش الأموي عن إدارة الأزمة: وقد كان من أسباب أزمة كربلاء، التي أدت إلى مقتل الحسين، رضي الله عنه، زمن يزيد ين معاوية عام (61هـ) عدم تحليل البدائل، ثم المفاضلة بين البدائل واختيار البديل الأنسب؛ وإن كان الخروج ابتداء من الحسين، غير مستوف لأسباب التغيير، وهو مبني على اجتهاد هو فيه مأجور، ولكنه كما قال ابن خلدون: ظن في نفسه القدرة والكفاية، أما الكفاية فهي كما ظن وأما القدرة فلم تكن متوفرة لديه.
وقد نجحت قيادة الجيش الأموي في بداية الأمر في التعامل مع الأزمة، إذ درست القـوة المكونة للأزمـة، وأثرت عليها بالرغبة والرهبة، ونجح [ ص: 139 ] عبيد الله بن زياد بعزل العناصر الداعمة للخروج، واستقطاب عدد كبير منها، وبخلق تعارض مصالح بينها، بحيث إن أهل العراق الذين كانوا قد راسلوا الحسين يعلنون مبايعتهم على الخروج معه حتى بلغت رسائلهم حمل بعير، عادوا ووقفوا ضده، إلا أن قيادة الجيش الأموي لم تحسن إدارة الأزمة إلى النهاية فبعد أن تمكنوا من تفكيك القوى المحركة للأزمة ممثلة بتجمع أهل العراق أخذهم غرور القوة، وتحولوا من إدارة الأزمة إلى الإدارة بالأزمة، فتعمدوا صناعة الأزمة واستخدام المصادمة.
وقد أدت غفلة قيادة الجيش الأموي وعجزهم عن تحليل البدائل المتاحة، للتعامل مع الأزمة، واختيار البديل الأفضل إلى إدخال الدولة الأموية في أزمة أخلاقية تبعتها مجموعة زلازل اجتمـاعية، فكان استشهاد الحسين ابن علي هو الراجفة تتبعها الرادفة، وانتهت بالقضاء على الدولة الأموية، وكانت الثورات التي تخرج في كل مرة تحمـل شعـار الثأر لمقتل الحسين ابن علي، إذ جاءت نهاية حركة الحسين بن علي مأساوية لم تقض على الحسين فقط وإنما قضت على الدولة الأموية نفسها.. وصار مقتل الحسين بحد ذاته أزمة تستمد منها الثورات التالية وقودا تحرك به الجماهير.
وهنا لا بد من الاعتبار لمنع تكرار أخطاء الماضي، وهذا يضعنا أمام ضرورة تلخيص الأخطاء التي أدت بقيادة الجيش الأموي إلى ارتكاب الخطأ:
- غرور القوة، وشعور قيادة الجيش الأموي أن التفويض بلا رقابة، وكان شعورهم صحيحا، فعلى الرغم من اعتراض وامتعاض رئيس الدولة يزيد بن أبي سفيان من قتل الحسين إلا أنه لم يعاقب من قتله! وهذا يؤكد أن [ ص: 140 ] تفويض يزيد للسلطة كان بلا رقابة بما دفع القيادات الميدانية إلى ارتكاب أخطاء إدارية وحماقات وجرائم، ونتيجة لهذه الأخطاء حدثت فيما بعد ثورة التوابين، فقتلت كل من شارك بقتل الحسين، وهذه مظهر على أن هناك أزمة لم تعالج.. وقد أصبحت أزمة مقتل الحسين أشبه بكرة الثلج التي تنمو مع الأيام حتى انتهت بالقضاء على الدولة الأموية كلها، وكانت حركات الخروج ترفع شعار الثأر لشهداء آل البيت ممن خرجوا في أعقاب خروج الحسين.
وللدلالة على الخـلل الإداري عند قيادة الجيـش الأمـوي نشـير إلى ما يروي ابن الأثير من أن الحسين بن علي لما خرج ولاحظ أن أهل العراق قد خذلوه كان مرنا في تعامله مع الأزمة، وقدم لقيادة الجيش الأموي ثلاثة بدائل ممثلة بالرجوع إلى المدينة واحدا من المسلمين، أو أن يذهب بمن خرج معه إلى ثغر من الثغور لمقاتلة الأعداء، أو يأتي يزيد ويجري حوارا بين السلطة والمعارضة. وقد رحـب عمر بن سعد بن أبي وقاص القائد الميداني بالاقتراح بعد عـدة لقاءات بينه وبين الحسين ثم رفع توصيته بذلك إلى عبيد الله بن زياد بن أبيه قائده الأعلى: «إما بعد فإن الله أطفأ النائرة، وجمع الكلمة، وقد أعطاني الحسين أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، أو أن نسيره إلى أي ثغر من الثغور شئنا، أو أن يأتي يزيد أمير المؤمنين فيضـع يده في يده، «فيرى فيما بينه وبينه رأيه» [3] ، وفي هذا لكم رضا وللأمة صلاح». فلما قرأ ابن زياد الكتاب قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميره، مشفق على قومه، نعم قد قبلت. [ ص: 141 ]
فقام إليه شمر بن ذي الجوشن فقال: أتقبل هذا منه وقد نـزل بأرضك وإلى جنبك؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكونن أولى بالقوة والعزة ولتكونن أولى بالضعف والعـجز، فلا تعطـه هذه المنـزلة فإنها من الوهن، ولكن لينـزل على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت كنت ولي العقوبة، وإن عفوت كان ذلك لك، والله لقد بلغني أن الحسين وعمر يتحدثان عامة الليل بين العسكرين.
وموقف شمر يمثل أنموذجا لصناعة الأزمة بدلا من إدارتها، وذلك بسبب عدم الخـبرة وضيـق الأفق، والحرص على المغانم الشخصية، وقد استجاب ابن زياد لمشورة شمر.. فقال ابن زياد: نعم ما رأيت، الرأي رأيك، اخرج بهذا الكتاب إلى عمر فليعرض على الحسين وأصحابه النـزول على حكمي، فإن فعلوا فليبعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فليقاتلهم، وإن فعل فاسمع له وأطع، وإن أبى فأنت الأمير عليه وعلى الناس واضرب عنقه وابعث إلي برأسه. وكتب معه إلى عمر بن سعد: أما بعـد، فإني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتمنيه ولا لتطاوله ولا لتقعد له عندي شافعا، انظر فإن نـزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون، فإن قتل الحسين فأوطىء الخيل صدره وظهره فإنه عاق شاق قاطع ظلوم، فإن أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أنت أبيت فاعتزل جندنا وخل بين شمر وبين العسكر، والسلام [4] . [ ص: 142 ]
وكانت النتيجـة مقتل الحسـين بن علي وأصحابه، بطريقـة دموية، ولم يتقبل الرأي العام مسوغ القتل، وامتدت آثاره السلبية إلى زوال شرعية النظام الأموي كله، ولا يزال هناك من ينظر إلى هذا النظام إلى الآن نظرة سلبية رغم الفتوحات الكبرى التي حققت في عهده، فلقد كان نهجه سببا في تأجيج عاطفي ألهب نيران الغضب الشعبي، بحيث أصبحت ذكرى مقتل الحسين بن علي موقدا تستمد منه الحركات المعارضة زخات عاطفية مشبوبة.
وتمثل قصة مقتـل الحسين أنموذجا لعدة أخطاء في إدارة الأزمـة، فإضـافة إلى عدم تحليل البدائل والمفاضلة بينها لم تكن رئاسة الدولة تطلع على الأحداث، وفي هذا ينقل الطبري أنه لما علم يزيد بمقتل الحسين، دمعت عينه، وقال: «قد كنت أرضى من طاعتـكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية! -يعني عبيد الله بن زياد- لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم الله الحسين! ولم يصله بشيء» [5] ، أي لمن أخبره بمقتل الحسين رجاء المكافأة.
وهذا سبب آخر من أسباب تفاقم الأزمة أن رئاسة الدولة في ذلك الوقت فوضت الأمر للقادة العسكريين في مسألة كان ينبغي إطلاع رئيس الدولة عليها بحكم مسؤوليته السياسية والتاريخية.
3- عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وإدارته لأزمة الخوارج
ومن الصـور الإيجـابية لتفريغ الأزمـة من حدتـها ما فعله عمر ابن عبد العزيز، رضي الله عنه، حين خرج ابن شوذب، والنص التالي شاهد لحوار فكري في قضية سياسية تستند إلى إنكار المنكر وتبين لنا كيف عمل [ ص: 143 ] عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، على تفريغ قضية الخارجين من مضمونها ببيان الموقف الإسلامي من العصاة، جاء في كتاب «الكامل» و«المنتظم» عند ذكر أحداث السنة المائة للهجرة: في هذه السنة خرج ابن شوذب، واسمه بسطام، من بني يشكر، في جوخى، وكان في ثمانين رجلا، فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد عامله بالكوفة أن لا يحركهم إلا أن يسفكوا دما أو يفسدوا في الأرض، فإن فعلوا فحل بينهم وبين ذلك، وانظر رجلا حازما، فوجهه إليهم ووجه معه جندا وأوصه بما أمرتك به. فبعث عبد الحميد محمد بن جرير بن عبد الله البجلي في ألفين وأمره بما كتب به عمر، وكتب عمر إلى بسطام يسأله عن مخرجه، ...فكان في كتاب عمر: بلغني أنك خرجت غضبا لله ولرسوله، ولست أولى بذلك مني، فهلم إلي أناظرك، فإن كان الحـق بأيدينا دخلت فيما دخل الناس، وإن كان في يدك نظرنا في أمرك-وهنا قام عمر بتهدئة الأزمة ومنع تفاقمها- فكتب بسطام إلى عمر: قد أنصفت وقد بعثت إليك رجلين يدارسانك ويناظرانك.
وأرسل إلى عمر مولى لبني شيبان حبشيا اسمه عاصم، ورجلا من بني يشكر، فقدما على عمر فقال لهما: ما أخرجكما هذا المخرج، وما الذي نقمتم؟ فقال عاصم: ما نقمنا سيرتك، إنك لتتحرى العدل والإحسان، فاخبرنا عن قيامك بهذا الأمر، أعن رضا من الناس ومشورة أم ابتززتم أمرهم؟ فقال عمر: ما سألتهم الولاية عليهم ولا غلبتهم عليها، وعهد إلي رجل كان قبلي فقمت ولم ينكره علي أحد ولم يكرهه غيركم، وأنتم ترون [ ص: 144 ] الرضا بكل من عدل وأنصف من كان من الناس، فاتركوني ذلك الرجل، فإن خالفت الحق ورغبت عنه فلا طاعة لي عليكم.
قالا: بيننا وبينك أمر واحد، قال: ما هو؟ قالا: رأيناك خالفت أعمال أهل بيتك وسميتها مظالم، فإن كنت على هدى وهم على الضلالة فالعنهم وابرأ منهم. فقال عمر: قد علمت أنكم لم تخرجوا طلبا للدنيا ولكنكم أردتم الآخرة فأخطأتم طريقها، وإن الله عز وجل لم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لعانا، وقال لإبراهيم: ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) (إبراهيم:36)؛
وقال الله عز وجل: ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) (الأنعام: 90)؛
وقد سميت أعمالهم ظلما، وكفى بذلك ذما ونقصا، وليس لعن أهل الذنوب فريضة لا بد منها، فإن قلتم إنها فريضة فأخبرني متى لعنت فرعون؟ قال: ما أذكر متى لعنته.
قال: أفيسعك أن لا تلعن فرعون وهو أخبث الخلق وشرهم ولا يسعني أن لا ألعن أهل بيتي وهم مصلون صائمون؟! قال: أما هم كفار بظلمهم؟ قال: لا؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الإيمان، فكان من أقر به وبشرائعه قبل منه، فإن أحدث حدثا أقيم عليه الحد. فقال الخارجي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى توحيد الله والإقرار بما نـزل من عنده. قال عمر: فليس أحد منهم يقول لا أعمل بسنة رسول الله، ولكن القوم أسرفوا على أنفسهم على علم منهم أنه محرم عليهم، ولكن غلب عليهم الشقاء. قال عاصم: فابرأ مما خالف عملك ورد أحكامهم. قال عمر: أخبراني عن [ ص: 145 ] أبي بكر وعمر أليسا على حق؟ قالا: بلى. قال: أتعلمان أن أبا بكر حين قاتل أهل الردة سفك دماءهم وسبى الذراري وأخذ الأموال؟ قالا: بلى. قال: أتعلمان أن عمر رد السبايا بعده إلى عشائرهم بفدية؟ قالا: نعم. قال: فهل برئ عمر من أبي بكر؟ قالا: لا.
ثم حاورهم في مسـألة التكفير بالمعاصي، وبين لهـم تناقض مواقفهم إذ يبيحون دماء من خالفهم من المسلمين ويحقنون دماء غير المسلمين، فقال: «فإنكم يخاف عندكم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وكان من فعل ذلك عند رسول الله آمنا وحقن دمه وماله، وأنتم تقتلونه، ويأمن عندكم سائر أهل الأديان فتحرمون دماءهم وأموالهم». وانتهى الحوار إلى قضية ولاية العهد في النظام الأموي.
قال اليشكري: أرأيت رجلا ولي قوما وأموالهم فعدل فيها ثم صيرها بعده إلى رجل غير مأمون، أتراه أدى الحق الذي يلزمه لله عز وجل، أو تراه قد سلم؟ قال: لا. قال: أفتسلم هذا الأمر إلى يزيد من بعدك وأنت تعرف أنه لا يقوم فيه بالحق؟ قال: إنما ولاه غيري والمسلمون أولى بما يكون منهم فيه بعدي. قال: أفترى ذلك من صنع من ولاه حقا؟ فبكى عمر وقال: انظراني ثلاثا.
فخرجا من عنده ثم عاد إليه فقال عاصم: أشهد أنك على حق. فقال عمر لليشكري: ما تقول أنت؟ قال: ما أحسن ما وصفت، ولكني لا أفتات على المسلمين بأمر، أعرض عليهم ما قلت وأعلم ما حجتهم. [ ص: 146 ]
فأما عاصم فأقام عند عمر، فأمر له عمر بالعطاء، فتوفي بعد خمسة عشر يوما. فكان عمر بن عبد العزيز يقول: أهلكني أمر يزيد وخصمت فيه، فأستغفر الله.
فخاف بنو أمية أن يخرج ما بأيديهم من الأموال وأن يخلع يزيد ولاية العهد، فوضعوا على عمر من سقـاه سما، فلم يلبث بعـد ذلك إلا ثلاثا حـتى مرض ومـات، ومحمـد بن جرير مقابل الخوارج لا يتعرض إليهم ولا يتعرضون إليه، كل منهم ينتظر عود الرسل من عند عمر بن عبد العزيز، فتوفي والأمر على ذلك» [6] .
تلحظ من الرواية السابقة أن عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، تمكن من إدارة الأزمة مع الخوارج بتفريغها من مضمونها والحوار معهم، لكنه، رحمه الله، لم يتمكن من إدارة الأزمة الداخلية مع ولي عهده فانتهى الأمر بدس السم له، على رواية بعض المؤرخين.
وهذا ما يكشف لنا عن أهمية انسجام فريق إدارة الأزمة، إذ لن يتمكن الإداري من تجاوز الأزمة إذا لم يكن هناك روح الفريق الواحد في مواجهة فريق الأزمة. وحين تكون الأزمة مع طرف مسلم فلا بد من تغليب روح الأخوة على سائر الخلافات، وقد أدى غياب هذا المفهوم إلى القضاء على الدولة نفسها. [ ص: 147 ]