9- المشاكلة أو التشاكل:
ومن مظاهر الانسجام أيضا المشاكلة أو التشاكل [1] :
وهو ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في سياقه، فكلمات النص تدخل [ ص: 71 ] في علاقة مشاكلة، فتكون كل كلمة من تلك الكلمات محملة بقيود تخصصها، فترجح خصائص وتستغني عن أخرى، حتى تنسجم أجزاء الكلام، وذلك أن الكلمة في ذاتها تكون متعـددة السمـات والدلالات، ولا تتخلص من كثافتها إلا عندما تندرج في سياق تركيبي معين، وذلك لتحصيل التشاكل الدلالي (Isotopie) [2] ، ومن التشاكل قوله تعالى: ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) (المائدة:116)، ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) (آل عمران:54)، فإن إطلاق النفس في جنب الله سبحانه، إنما ورد لمشاكلة ما معه، وكذلك المكر. ومثله في التشاكل بين اللفظين قوله تعالى: ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) (الشورى:40)؛ لأن الجزاء حـق لا يوصف بأنه سيئة، ومثله: ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) (البقرة:194)، ( وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ) (الجاثية:34)، ( والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ) (التوبة:79)، ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) (البقرة:14-15). [ ص: 72 ]