2012 - مسألة : وإن - لم يجز للابن ولا للابنة الرحيل ، ولا تضييع الأبوين أصلا ، وحقهما أوجب من حق الزوج والزوجة - فإن لم يكن بالأب والأم ضرورة إلى ذلك فللزوج إرحال امرأته حيث شاء مما لا ضرر عليهما فيه . كان الأب ، والأم محتاجين إلى خدمة الابن أو الابنة - الناكح أو غير الناكح
برهان ذلك - : قول الله عز وجل : { أن اشكر لي ولوالديك } فقرن تعالى الشكر لهما بالشكر له عز وجل .
وقوله تعالى : { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } فافترض الله عز وجل أن يصحب الأبوين بالمعروف - وإن كانا كافرين يدعوانه إلى الكفر - ومن ضيعهما فلم يصحبهما في الدنيا معروفا .
وقوله تعالى : { وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } .
وقد ذكرنا آنفا قول الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم { } . وقوله عليه الصلاة والسلام { من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال : أمك ثم أمك ثم أباك } ، وقد اختلف قوم فيما ذكرنا واحتجوا بأخبار ساقطة - : عقوق الوالدين من الكبائر
منها - خبر رويناه من طريق الحارث بن أبي أسامة عن عن يزيد بن هارون يوسف عطية عن عن ثابت البناني { أنس بن مالك أن رجلا غزا وترك امرأته في علو [ ص: 159 ] وأبوها في سفل وأمرها أن لا تخرج من بيتها فاشتكى أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره ؟ فقال لها : اتقي الله وأطيعي زوجك - ثم كذلك إذ مات أبوها ولم تشهده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله غفر لأبيك بطواعيتك لزوجك } . يوسف بن عطية متروك الحديث ولا يكتب حديثه .
ومن طريق مسدد عن عن عبد الواحد بن زياد عن ليث بن أبي سليم عن عطاء { ابن عمر } . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حق الرجل على زوجته ؟ فقال كلاما منه : أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، فإن فعلت لعنتها ملائكة الله وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع إلى بيتها أو تتوب ، قيل : يا رسول الله وإن ظلمها ؟ قال : وإن ظلمها
ضعيف ، وحاش لله أن يبيح رسول الله صلى الله عليه وسلم الظلم ، وهي زيادة موضوعة ليست ليث لليث بلا شك .
ومن طريق أنا قاسم بن أصبغ ثنا ابن أبي العوام عبيد بن إسحاق - هو العطار - أنا حيان بن علي العنزي عن عن صالح بن حيان ابن بريدة عن بريدة { أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لو كنت آمرا بشرا أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيما لحقه } .
[ ص: 160 ] ومن طريق عن وكيع عن الأعمش عن أبي ظبيان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله حرفا حرفا ، ليس فيه " تعظيما لحقه " . معاذ بن جبل
ومن طريق عن خلف بن خليفة حفص ابن أخي أنس بن مالك عن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { أنس } . لو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها
ومن طريق أبي داود أنا عمرو بن عون أنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن عن شريك بن عبد الله القاضي حصين عن الشعبي عن قيس بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { } . لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق
أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الجسور أنا أحمد بن الفضل الدينوري أنا محمد بن جرير الطبري أنا إبراهيم بن المستمر أنا وهب بن جرير بن حازم أنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن سراقة بن جعشم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { } . لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
قال : كل هذا باطل - : أما حديث أبو محمد بريدة - ففيه عبيد بن إسحاق يعرف بعطار المطلقات كوفي يحدث بالباطل ليس بشيء وهو الذي أسند " معلمو صبيانكم شراركم " وهذا هو الكذب البحت ، لصحة قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { } . وأما حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه - فمنقطع ; لأن معاذ لم يلق أبا ظبيان ولا أدركه . معاذا
وأما حديث - ففيه أنس حفص ابن أخي أنس ولا يعرف ابن أخ اسمه لأنس ، ولا أخ حفص ، إلا لأنس من أبيه . البراء بن مالك
[ ص: 161 ] من أمه ولا يعرف لواحد منهما ولد اسمه وعبد الله بن أبي طلحة - حفص ليس بالحافظ . وخلف بن خليفة
وأما حديث سراقة بن جعشم - فمنقطع ; لأن لم يدرك علي بن رباح سراقة قط .
وأما حديث قيس بن سعد ففيه - وهو مدلس يدلس المنكرات - عمن لا خير فيه إلا الثقات . شريك بن عبد الله القاضي
ومن طريق أحمد بن شعيب أنا شعيب بن شعيب بن إسحاق أنا عبد الوهاب حدثني أنا شعيب بن إسحاق الأوزاعي أخبرني يحيى - هو ابن سعيد الأنصاري - أن أخبره أن بشير بن يسار عبد الله بن محصن أخبره عن عمة له { أنها ذكرت زوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها عليه الصلاة والسلام : انظري أين أنت منه فإنه جنتك أو نارك } .
ومن طريق أحمد بن شعيب أنا ، قتيبة بن سعيد ، ومحمد بن منصور وأحمد بن سليمان ، ومحمد بن بشار ، ، ومحمد بن المثنى ويونس بن عبد الأعلى - [ ص: 162 ] قال ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم : أنا قتيبة وقال الليث بن سعد : أنا محمد بن منصور - وقال سفيان بن عيينة أحمد بن سليمان أنا يعلى ، ويزيد ، وقال ابن المثنى ، : أنا وابن بشار - وقال يحيى بن سعيد القطان أنا يونس أنا ابن وهب - وقال مالك ابن عبد الحكم أنا شعيب بن الليث أنا - وقال الليث أنا يونس عن خالد - ثم اتفق سعيد بن أبي هلال ، الليث وسفيان ، ويعلى ، ويزيد ويحيى ، ، ومالك وابن أبي هلال ، كلهم عن عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بن يسار حصين بن محصن عن عمة له عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .
وهكذا رويناه من طريق عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري حصين بن محصن - فهذا كله لا يصح ، لأن عبد الله بن محصن ، وحصين بن محصن مجهولان ، لا يدري أحد من هما ؟ .
ومن طريق أحمد بن شعيب أنا أنا محمود بن غيلان - أنا أبو أحمد - هو الزبيري - عن مسعر - هو ابن كدام أبي عتبة عن أم المؤمنين قالت { عائشة } . قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال : زوجها قلت : فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال : أمه : أبو محمد أبو عتبة مجهول لا يدرى من هو ؟ والقرآن كما أوردنا ، والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صدرنا به يبطل هذا .
ومن طريق أحمد بن شعيب أنا أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي أنا حدثني جعفر بن عون ربيعة بن عثمان عن عن محمد بن يحيى بن حبان نهار العبدي - مدني لا بأس به - عن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : { أبي سعيد } . حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه ربيعة بن عثمان مجهول .
[ ص: 163 ] ومن طريق عن خلف بن خليفة أبي هاشم عن عن سعيد بن جبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ابن عباس } . ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود الولود العئود على زوجها التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ، ثم تقول : والله لا أذوق عضما حتى ترضى
هذا خبر لا بأس به - وهكذا في كتابي " عضما " بالضاد ، وهو عظم القوس ، ولا مدخل له هاهنا .
ومن طريق أحمد بن شعيب أرنا أنا عمرو بن منصور محمد بن محبوب أنا [ ص: 164 ] سرار بن مجشر بن قبيصة البصري عن سعيد بن أبي عروبة عن عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { عبد الله بن عمرو بن العاص } . لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه
قال أحمد بن شعيب ، سرار بن مجشر ثقة هو مقدمان في ويزيد بن زريع سعيد بن أبي عروبة هكذا [ سرار ] بالسين وراءين [ بينهما ألف ] .
قال : هذا حديث حسن ، والشكر لكل محسن واجب . أبو محمد
ومن طريق أحمد بن شعيب أنا عمرو بن علي أنا - أنا يحيى - هو ابن سعيد القطان ابن عجلان أنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم { أبي هريرة } . أنه سئل عن خير النساء ؟ فقال : التي تطيع زوجها إذا أمر ، وتسره إذا نظر ، وتحفظه في نفسها وماله
هذا خبر صحيح ، وقد صح ما روينا من طريق أنا مسلم أنا محمد بن المثنى أنا محمد بن جعفر عن شعبة زبيد اليامي عن سعيد بن عبيدة عن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال { علي بن أبي طالب } . لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف
وأما السلف - : فروينا من طريق عن عبد الرزاق قلت ابن جريج : رجل غاب عن امرأته ولم تكن استأذنته في الخروج أتخرج في طواف لعطاء الكعبة ، أو في عيادة مريض ذي رحم ، أو أبوها يموت ؟ فأبى أن تخرج في شيء من ذلك . عطاء
قال : وأقول أنا : تأتي كل ذي رحم قريب . ابن جريج