( قال ) إنما فيها الدعاء في قول : ولا صلاة في الاستسقاء أبي حنيفة رحمهما الله تعالى وقال وأبي يوسف رحمه الله تعالى : يصلي فيها ركعتين بجماعة كصلاة العيد إلا أنه ليس فيها تكبيرات كتكبيرات العيد وهو رواية محمد بشر بن غياث عن رحمهما الله تعالى وقال أبي يوسف رضي الله عنه : فيها تكبيرات كتكبيرات العيد لحديث الشافعي رضي الله عنهما { ابن عباس } وفي حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالجماعة في الاستسقاء ركعتين رضي الله عنهما { عبد الله بن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها ركعتين كصلاة العيد } قوله تعالى { ولأبي حنيفة استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا } فإنما أمرنا بالاستغفار في الاستسقاء بدليل أنه قال { يرسل السماء عليكم مدرارا } وفي حديث رضي الله عنه { أنس } [ ص: 77 ] الحديث وأن أن الأعرابي لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستسقي وهو على المنبر رفع يديه يدعو فما نزل عن المنبر حتى نشأت سحابة فمطرنا إلى الجمعة القابلة رضي الله عنه خرج للاستسقاء فما زاد على الدعاء فلما قيل له في ذلك قال : لقد استسقيت لكم بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر وروي أنه خرج عمر رضي الله عنه فأجلسه على المنبر ووقف بجنبه يدعو ويقول : اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك صلى الله عليه وسلم ودعا بدعاء طويل فما نزل عن المنبر حتى سقوا فدل أن في الاستسقاء الدعاء وهو الاستغفار والأثر الذي نقل أنه صلى فيها صلى الله عليه وسلم شاذ فيما تعم به البلوى وما يحتاج الخاص والعام إلى معرفته لا يقبل فيه شاذ وهذا مما تعم به البلوى في ديارهم ثم عند بالعباس رحمه الله تعالى محمد نحو الخطبة في صلاة العيد . يخطب الإمام بعد الصلاة
وعن أنه يخطب خطبة واحدة لأن المقصود الدعاء فلا يقطعها بالجلسة وقد ورد بكل واحد منهما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبي يوسف الزهري يقول : يخطب قبل الصلاة وهو قول رضي الله عنه وقد ورد به حديث ولكنه شاذ فإذا مضى صدر من خطبته قلب رداءه وصفته إن كان مربعا جعل أعلاه أسفله وإن كان مدورا جعل الجانب الأيمن على الجانب الأيسر وقد ورد به حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا تأويل له سوى أن يقال تغير الهيئة ليتغير الهواء ولا بأس بأن يعتمد في خطبته على عصا وأن يتنكب قوسا به ورد الأثر وهذا لأن خطبته تطول فيستعين بالاعتماد على عصا وإذا قلب الإمام رداءه لم يقلب الناس أرديتهم إلا على قول مالك رضي الله تعالى عنه . وقد روي أن الناس فعلوا ذلك حين فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليهم وبه أخذ مالك . وتأويله إنهم اقتدوا به على ظن أنها سنة كما خلعوا نعالهم حين خلع نعليه في الصلاة ولم يأمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يكون من سنة الخطبة يأتي به الخطيب دون القوم كالقيام وعن مالك رضي الله تعالى عنه قال : إن شاء رفع يديه في الدعاء وإن شاء أشار بأصبعه لأن رفع اليد عند الدعاء سنة جاء في الحديث { أبي يوسف بعرفات باسطا يديه كالمتضرع المسكين } وإنما يخرجون في الاستسقاء ثلاثة أيام لم ينقل أكثر من ذلك ولا يخرجون المنبر فيها كما بينا في صلاة العيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو