الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ولو أن كوفيين خرج أحدهما من أهله يريد مكة وأقبل الآخر من الشام يريد الكوفة فالتقيا بالحيرة ، وقد حضرت الصلاة فافتتحا الصلاة ثم رعفا فأقبلا يريدان الكوفة ثم أصابا ماء قبل أن ينتهيا إلى بنيان الكوفة فالذي خرج من الكوفة يصلي أربعا ، والذي أقبل من الشام يصلي ركعتين ; لأن الذي أقبل من الشام ماض على سفره ما لم يدخل الكوفة والذي خرج عزم على الرجوع إلى وطنه الأصلي الذي خرج منه فصار مقيما في الحال فلهذا صلى أربعا ، وإن كانا دخلا الكوفة فتوضئا صليا أربعا ; لأن الذي أقبل من الشام بدخوله إلى وطنه الأصلي صار مقيما فإن كانا مقتديين بمسافر فدخلا الكوفة قبل أن يفرغ إمامها صليا أربعا ; لأن حالهما معتبر بحال إمامهما .

ولو دخل إمامهما وطنه في هذه الحالة صلى أربعا ، وإن كان فرغ إمامهما من صلاته ، وقد أحدثا فدخلا الكوفة صلى كل واحد منهما ركعتين ; لأنهما مقتديان به وإمامهما .

ولو صار مقيما في هذه الحالة لم يتغير فرضه فكذلك لا يتغير فرضهما ، وإن تكلما صليا أربعا ; لأن حكم المتابعة قد انقطع حين تكلما ، وقد دخلا وطنهما الأصلي فكانا مقيمين فيه يصليان أربعا

التالي السابق


الخدمات العلمية