فإن بعرفات ولم يخطب أجزأه ; لأن هذه خطبة وعظ وتذكير وتعليم لبعض ما يحتاج إليه في ذلك الوقت فتركه لا يمنع جواز الصلاة كالخطبة في صلاة العيد بخلاف الخطبة في الجمعة فإنه بمنزلة شطر الصلاة على ما قال صلى الظهر والعصر رضي الله عنه ، وإنما قصرت الجمعة لمكان الخطبة ، ثم ينبغي للإمام أن يخطب في الحج ثلاث خطب : خطبة قبل يوم التروية بيوم يخطبها ابن عمر بمكة بعد الظهر وخطبة بعرفات بعد زوال الشمس يوم عرفة قبل صلاة الظهر وخطبة في اليوم الثاني من أيام النحر وهو يوم القر كما روي في حديث عبد الله بن قرظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { } يريد اليوم الثاني من أيام النحر سمي بهذا الاسم ; لأن الحاج يقرون فيه أفضل الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر بمنى وهذه الخطبة بعد الظهر وقال رحمه الله تعالى يخطب ثلاث خطب : خطبة يوم التروية وخطبة يوم زفر عرفة وخطبة يوم النحر وما قلناه أحسن ; لأن في يوم التروية هم يخرجون من مكة إلى منى فلا يتفرغون لسماع الخطبة فينبغي أن يخطب قبل التروية بيوم يعلمهم في هذه الخطبة الخروج من مكة إلى منى ثم من منى إلى عرفات ثم يخطب يوم عرفة يعلمهم في هذه الخطبة كيفية الوقوف بعرفات والإفاضة إلى المزدلفة والوقوف بالمزدلفة والرمي والذبح [ ص: 131 ] والحلق والرجوع إلى مكة لطواف الزيارة والسعي ثم العود إلى منى ثم يخطب في اليوم الثاني من أيام النحر يعلمهم في هذه الخطبة بقية أعمال الحج فيكون للتعليم يوم وللعمل يوم فكان هذا أحسن مما ذهب إليه رحمه الله تعالى والله أعلم بالصواب . زفر