ش : يعني أنه يستحب لمن أراد أن يستتر عن أعين الناس وأن يبعد حتى لا يسمعوا له صوتا وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا أراد الغائط أبعد وفي حديث قضاء الحاجة في الفضاء أبي داود والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز أبعد حتى لا يراه أحد قال في النهاية : ( البراز ) بالفتح الفضاء الواسع وذكر الدميري هذا عن أنه عليه الصلاة والسلام كان ابن عمر بمكة إذا أراد قضاء الحاجة خرج إلى المغمس ، قال : وهو على نحو ميلين من نافع مكة رواه ابن السني وأبو يعلى .
( قلت ) وهذا الإبعاد ليس للتستر وإنما المقصود منه تعظيم الحرم والله تعالى أعلم ، فذكره هنا غير ظاهر والله تعالى أعلم .
وروى أبو داود وصححه عنه عليه الصلاة والسلام قال : { ابن حبان آدم } قال في الطراز إثر الحديث المذكور يريد أنه يحضرها ويرصدها بالأذى فأمر بالستر لئلا يقع عليه بصر أو تهب ريح فتصيبه نجاسة ، وكذلك كل من لعب به الشيطان وقصده بالأذى . انتهى . من أتى الغائط فليستتر وإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستتر به فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني
وإنما لم يكتف المصنف بالتستر عن البعد ; لأنه قد يستتر بشيء ولا يكون بعيدا بحيث يسمع ما يخرج منه .
ص ( واتقاء جحر )
ش : [ ص: 276 ] بضم الجيم وسكون الحاء وهو الثقب المستدير ويلحق به المستطيل ويسمى السرب بفتح السين والمعنى أنه يندب له اتقاء الجحر ; لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، رواه أبو داود وغيره واختلف في علة النهي فقيل : لأنها مساكن الجن ، وقيل : لأنه ربما كان هناك بعض الهوام فيؤذيه أو يشوش عليه ، ويقال : إن سبب موت أنه بال في جحر ، وقالت الجن في ذلك سعد بن عبادة
: نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة رميناه بسهمين
فلم نخط فؤاده