الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وبالفضاء تستر وبعد )

                                                                                                                            ش : يعني أنه يستحب لمن أراد قضاء الحاجة في الفضاء أن يستتر عن أعين الناس وأن يبعد حتى لا يسمعوا له صوتا وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا أراد الغائط أبعد وفي حديث أبي داود والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد البراز أبعد حتى لا يراه أحد قال في النهاية : ( البراز ) بالفتح الفضاء الواسع وذكر الدميري هذا عن ابن عمر أنه عليه الصلاة والسلام كان بمكة إذا أراد قضاء الحاجة خرج إلى المغمس ، قال نافع : وهو على نحو ميلين من مكة رواه ابن السني وأبو يعلى .

                                                                                                                            ( قلت ) وهذا الإبعاد ليس للتستر وإنما المقصود منه تعظيم الحرم والله تعالى أعلم ، فذكره هنا غير ظاهر والله تعالى أعلم .

                                                                                                                            وروى أبو داود وصححه ابن حبان عنه عليه الصلاة والسلام قال : { من أتى الغائط فليستتر وإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستتر به فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم } قال في الطراز إثر الحديث المذكور يريد أنه يحضرها ويرصدها بالأذى فأمر بالستر لئلا يقع عليه بصر أو تهب ريح فتصيبه نجاسة ، وكذلك كل من لعب به الشيطان وقصده بالأذى . انتهى .

                                                                                                                            وإنما لم يكتف المصنف بالتستر عن البعد ; لأنه قد يستتر بشيء ولا يكون بعيدا بحيث يسمع ما يخرج منه .

                                                                                                                            ص ( واتقاء جحر )

                                                                                                                            ش : [ ص: 276 ] بضم الجيم وسكون الحاء وهو الثقب المستدير ويلحق به المستطيل ويسمى السرب بفتح السين والمعنى أنه يندب له اتقاء الجحر ; لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، رواه أبو داود وغيره واختلف في علة النهي فقيل : لأنها مساكن الجن ، وقيل : لأنه ربما كان هناك بعض الهوام فيؤذيه أو يشوش عليه ، ويقال : إن سبب موت سعد بن عبادة أنه بال في جحر ، وقالت الجن في ذلك

                                                                                                                            : نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة     رميناه بسهمين
                                                                                                                            فلم نخط فؤاده

                                                                                                                            وهذا إذا لاقاه بغير الذكر واختلف إذا بعد عنها فوصل بوله إليها فكره خيفة من حشرات تنبعث عليه من الكوة وقيل : يباح لبعده عن الحشرات إن كانت فيها والقول الثاني ذكره ابن حبيب واقتصر عليه ابن عرفة ناقلا عنه ونصه ابن حبيب وليتق الجحر والمهواة وليبل دونهما ويجري إليهما واستشكال ابن عبد السلام الفرق بينهما يرد بأن حركة الجن في فراغ المهواة لا في سطحها

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية