ص ( وريح )
ش : ومنه المراحيض التي لها منفذ للهواء فيدخل الهواء من موضع ويخرج من آخر فإذا بال فيه ردته الريح عليه . قاله في المدخل قال : فينبغي أن يبول في وعاء ثم يفرغه في المرحاض أو يبول على الأرض بالقرب من المرحاض بحيث يسيل إليه ولا يلحقه مما يرده الريح شيء وظاهر كلام المصنف أنه إنما يطلب باتقاء الريح وإنها لو كانت ساكنة لم يطلب منه اتقاء ما بها ، والذي في المدخل أنه يتقي مهاب الرياح وبذلك صرح الشافعية ، ونص كلام صاحب المدخل لما تكلم على الحادية عشر أن يتقي مهاب الرياح انتهى . آداب التصرف في قضاء الحاجة
ص ( ومورد )
ش : المورد موضع الورود من الأنهار والآبار والعيون وقال في الإكمال الموارد ضفة النهر ومشارع المياه فإذا اتقى الموارد فالماء نفسه أحرى ويوجد التصريح به في بعض النسخ ولا حاجة إليه ، وفي حديث لا يبولن أحدكم في الماء الدائم قال مسلم القاضي عياض : هو نهي كراهة وإرشاد وهو في القليل أشد ; لأنه يفسده وقيل : النهي للتحريم ; لأن الماء قد يفسد لتكرار البائلين ويظن المار أنه تغير من قراره ويلحق بالبول التغوط فيه وصب النجاسة . انتهى ، وقال ابن ناجي في شرح المدونة الجاري على أصل المذهب أن الكراهة على التحريم في القليل إذ قد يتغير فيظن أنه من قراره وعزاه عياض لبعضهم ، وأما على الكثير فعلى بابها قال بعض الشافعية : ولو قيل بالتحريم لم يكن بعيدا .
( فائدة ) ( والضفة ) بكسر الضاد المعجمة جانب النهر وضفتاه جانباه قاله في الصحاح وحكى صاحب النهاية فيه الفتح .
ص ( وطريق )
ش : قال في النوادر : ويكره أن يتغوط في ظل الجدار والشجر وقارعة الطريق وضفة الماء وقربه . انتهى ، وضفة الماء جانبه كما تقدم .
( فائدة ) روى أبو داود عن قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : { معاذ بن جبل } قال في النهاية : هي جمع ملعنة ، وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن ومحل له ; لأن الناس إذا مروا به لعنوا فاعله . انتهى ، وقوله ( البراز ) بكسر الباء على ما استصوبه اتقوا الملاعن الثلاثة البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل النووي كما سيأتي وهو الغائط والموارد جمع مورد ، وروى أبو داود أيضا عن قال : قال رسول [ ص: 277 ] الله صلى الله عليه وسلم : { أبي هريرة } قال في النهاية : اللاعنين أي الأمرين الجالبين للعن الباعثين الناس عليه فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع وليس كل ظل وإنما الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مقيلا ومناخا ، ( واللاعن ) اسم فاعل من لعن ، فسميت هذه الأماكن لاعنة ; لأنها سبب اللعن . انتهى ، وقال اتقوا اللاعنين قال : وما اللاعنان ؟ قال : الذي يتخلى في طرق الناس أو ظلهم ابن راشد في شرح : الملاعن جمع ملعن ومفعل اسم مكان ولما كان التخلي في هذه الأماكن سببا في لعن الناس على ذلك سميت ملاعن ، وفي الحديث : { ابن الحاجب } ، الحديث سمي فاعل ذلك لعانا مجازا من باب تسمية السبب باسم المسبب . انتهى اتقوا اللعانين
وقال ابن عبد السلام الملاعن جمع ملعنة وهي قارعة الطريق وفي الحديث اتقوا الملاعن وهي عند الفقهاء أعم من هذا كما قال المؤلف كالطرق والظلال سواء كان ظلال الشجر أو الجدارات والشاطئ والراكد . انتهى ، وقال في التوضيح جمع ملعنة سميت بذلك ; لأن الناس يأتون إليها فيجدون العذرة فيلعنون فاعلها . انتهى ، وقال في الذخيرة : سميت هذه ملاعن من باب تسمية المكان بما يقع فيه كتسمية الحرم حرما والبلد آمنا لما حل فيهما من تحريم الصيد وأمنه ، ولما كانت هذه المواضع يقع فيها لعن الفاعل للغائط سميت ملاعن . انتهى ، وذكر الحديث بلفظ { } ؟ الحديث ، فذكر اللعانين بصيغة المبالغة كما ذكره اتقوا اللعانين قالوا : يا رسول الله وما اللعانان ابن راشد والذي رأيته في مختصر سنن أبي داود ، وفي مختصر جامع الأصول اللعانان بالتخفيف تثنية لاعن وذكر للمنذري في مختصر سنن المنذري أبي داود أن أخرجه ولم يعزه في مختصر جامع الأصول إلا مسلما لأبي داود فيحرر ذلك من أصوله وأول الحديث يقتضي أن اللاعن أو اللعان اسم للمكان وآخره يقتضي أنه اسم للفاعل فيها ، وتوجيه صاحب النهاية يناسب الأول وتوجيه ابن راشد يناسب الثاني وأما حديث الملاعن فهل هو جمع ملعن أو ملعنة ؟ خلاف كما تقدم وعلى كل حال فهو اسم للمكان فتأمله والله تعالى أعلم .
ص ( وظل )
ش : سواء كان ظل شجر أو حائط يستظل به وفي شرح مسلم قال عياض وليس كل ظل يحرم القعود عنده لقضاء الحاجة فقد قضاها صلى الله عليه وسلم تحت حائش ومعلوم أن له ظلا انتهى ( والحائش ) قال في النهاية هو النخل الملتف ونصه وفيه أنه دخل حائش نخل فقضى فيه حاجته ، الحائش النخل الملتف المجتمع كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض وأصله من الواو ، وإنما ذكرناه هنا لأجل لفظه ومنه الحديث أنه إذا كان أحب إليه ما استتر به إليه حائش نخل أو حائط وقد تكرر في الحديث . انتهى ، من باب الحاء المهملة مع الياء المثناة التحتية والشين المعجمة ، ومثل الظل الشمس أيام الشتاء قاله الشيخ زروق في شرح الإرشاد ولفظه قال علماؤنا ومثله : الشمس .
( فرع ) قال في المدخل في آداب الاستنجاء بأن يجتنب بيع اليهود وكنائس النصارى لئلا يفعلوا ذلك في مساجدنا كما نهى عن سب الآلهة المدعوة من دون الله لئلا يسبوا الله تعالى انتهى
( فرع ) قال في المدخل يكره البول في الأواني النفيسة للسرف وكذلك يحرم في أواني الذهب والفضة لحرمة اتخاذها واستعمالها . ( فرع ) يكره البول في مخازن الغلة ا هـ منه .
ص ( وصلب )
ش : بضم الصاد وسكون اللام الموضع الشديد ويقال أيضا بفتح الصاد واللام قاله في الصحاح وشرح الإرشاد لابن أبي شريف وصلب بضم الصاد وفتح اللام المشددة قاله في الصحاح .
ص ( وبكنيف نحى ذكر الله )
ش : تقدم الكلام عليه ( والكنيف ) بفتح الكاف موضع قضاء الحاجة ويسمى المذهب والمرفق والمرحاض قاله النووي وفي النهاية وفي حديث وجدنا مرافقهم قد استقبل بها القبلة يريد الكنف والحشوش [ ص: 278 ] واحدها مرفق بالكسر وفي الصحاح ( المرفق ) والمرفق معا بكسر الميم وفتح الفاء وبالكسر هو ما ارتفقت به من الأمر وانتفعت به ثم ، قال : ومرافق الدار مصاب الماء ونحوها . أبي أيوب
انتهى ، ورأيت بخط بعضهم في حاشية الصحاح أن المرفق من مرافق الدار مفتوح الميم والفاء قال وهو الموضع الذي ينتفع به أهل الدار انتهى .
وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري ( المراحيض ) جمع مرحاض وهو بيت الخلاء مأخوذ من الرحض وهو الغسل . انتهى ، وفي الصحاح رحضت يدي وثوبي أرحضه رحضا غسلته ، والثوب رحيض ومرحوض والمرحاض خشبة يضرب بها الثوب إذا غسل والمرحاض المغتسل . انتهى ، وزاد في المحكم والمرحاض المغتسل ومنه قيل لموضع الخلاء : المرحاض . انتهى . ويقال له : الحش ، قال في التنبيهات : الحشوش بضم الحاء وفتحها وشينين معجمتين المراحيض والكنف وأصلها من الحش ، قال : وهو النخل المجتمع يقال هنا بضم الحاء وفتحها وكانوا يستترون بها عند قضاء الحاجة أو من الحش بالفتح وهو الدبر ; لأنه يكتنف الكنف ويتبرز منه فيها انتهى .
وفي حديث أبي داود { } ومعنى محتضرة أي تحضرها الشياطين وقول أن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث القاضي عياض : إن ( الحش ) إذا كان معناه الدبر بالفتح يقتضي أنه لا يقال بالضم ، وفي الصحاح والحش يعني بالفتح والضم المخرج ; لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين ، وقال في المحكم : المحشة الدبر ، وقال في النهاية : الحشوش موضع قضاء الحاجة ، الواحد حش بالفتح وأصله من البستان ، ويقال لموضع قضاء الحاجة الخلاء بالمد وأصله المكان الخالي ثم نقل إلى موضع قضاء الحاجة .
قال الدميري من الشافعية : قال الترمذي الحكيم : سمي بذلك باسم شيطان فيه ، يقال له : خلاء ، وأورد فيه حديثا وقيل : لأنه يتخلى فيه أي يتبرز وجمعه أخلية ، ويقال له : الكرياس بالياء المثناة التحتية ، وفي الصحاح الكرياس الكنيف في أعلى السطح ، وقال صاحب الطراز : روي في حديث وما يدرى ما يصنع بهذه الكرائس ، والكرائس المراحيض تكون على السطوح وأما ما كان على الأرض لا على سطح فإنما هو كنيف . انتهى وأما ( الكرابس ) بالباء الموحدة فقال في الصحاح : هي ثياب خشنة واحدها كرباس ، قال : وهو فارسي معرب قال في النهاية الكرابيس جمع كرباس وهو القطن وفي حديث أبي أيوب عليه قميص من كرابيس ، وفي حديث عمر أصبح وقد اعتم بعمامة من كرابيس سوداء انتهى ، وأما البراز فإنما يطلق على الفضاء ، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف أبي داود والترمذي كان إذا أراد البراز بعد حتى لا يراه أحد في النهاية ( البراز ) بالفتح اسم للفضاء الواسع فكنوا به عن قضاء الحاجة كما كنوا عنه بالخلاء انتهى وفي الحديث أيضا اتقوا الملاعن عن الثلاث : البراز في المورد والظل وقارعة الطريق قال في تهذيب الأسماء واللغات قال البراز هاهنا مفتوح وهو الفضاء الواسع . الخطابي
وأكثر الرواة يقولونه بكسر الباء وهو غلط ; لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب قال النووي : قال بعض من صنف في ألفاظ المهذب : إنه بالكسر لا بالفتح ; لأنه بالكسر كناية عن ثقل الغذاء وهو المراد وهذا الذي قاله هذا القائل هو الظاهر والصواب قال وغيره من أئمة اللغة : البراز بالكسر ثقل الغذاء وهو الغائط ، وأكثر الرواة عليه فيتعين المصير إليه ; ولأن المعنى عليه ظاهر ولا يظهر معنى الفضاء الواسع هنا إلا بكلفة فإذا لم تكن الرواة عليه لم يصر إليه انتهى ( قلت ) بخلاف الحديث الأول وأنه يتعين فيه الفتح كما تقدم في النهاية الجوهري