في أولاهما ما أمامهم كله ، أو إلى الخطبة الأخرى نظير ما مر ويحرضهم على إكثار ما يأتي في و ( يخطب الإمام بعد الزوال ) الناس ( خطبتين ) قبل الصلاة ويعلمهم عرفة ثم يجلس بقدر سورة الإخلاص فإذا قام للخطبة الثانية أخذ المؤذن في الأذان لا الإقامة على المعتمد ويخففها بحيث يفرغها مع فراغ الأذان ولم ينظر لمنعه سماعها ؛ لأن القصد بها مجرد الدعاء وللمبادرة إلى اتساع وقت الوقوف ( ثم ) يقيم و ( يصلي بالناس ) [ ص: 106 ] الذين يجوز لهم القصر وهم الآن قليلون جدا إذ أكثر الحجيج يدخلون مكة قبل الوقوف بدون أربعة أيام كوامل بنية إقامة فوق أربعة أيام بها بعده وقد مر في باب صلاة المسافر بيان أن سفرهم هل ينقطع بذلك ، أو لا ( الظهر والعصر ) قصرا و ( جمعا ) للاتباع رواه ويسر بالقراءة وهذا الجمع بسبب السفر لا النسك على الأصح فلا يجوز لمن لا يجوز له القصر ويسن للإمام إعلامهم بقوله بعد سلامه أتموا ولا تجمعوا ، فإنا قوم سفر وبقي خطبتان مشروعتان إحداهما يوم النحر والأخرى ثالثه مسلم بمنى والأربعة فرادى وبعد صلاة الظهر إلا التي بنمرة وإذا فرغوا من الصلاة سن لهم أن يبادروا إلى عرفة للاتباع وخروجا من خلاف من أوجب الجمع بين الليل والنهار وسيأتي أن أصل الوقوف ركن قيل في تركيبه نظر إذ تقديره يستحب للإمام أو منصوبه أن يقفوا فلو أفرده فقال ويقف وكذا ما بعده لكان أولى ا هـ ويرد بأنه خص الإمام ، أو نائبه بما يختص به بنحو يخطب ويخرج بهم وعمه وغيره بما لا يختص به بنحو يبيتوا وقصدوا وذلك التقدير يدفعه ما تقرر المعلوم من صنيعه فلا اعتراض عليه ( ويذكروا الله تعالى ويدعوه ويكثروا التهليل ) والوارد من ذلك أولى ومن ثم اختص الإكثار بالتهليل لخبر ( و ) أن ( يقفوا ) بها ( إلى ) تكامل ( الغروب ) الترمذي وحسنه { [ ص: 107 ] وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير دعاء يوم عرفة } وروى أفضل الدعاء المستغفري خبر { من أعطي ما سأل قرأ قل هو الله أحد ألف مرة يوم عرفة } ويقرأ سورة الحشر ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات لما صح { } ويستفرغ جهده فيما يمكنه من ذلك ومن الخضوع والذلة وتفريغ الباطن والظاهر من كل مذموم ، فإنه في موقف تسكب فيه العبرات وتقال فيه العثرات وروى اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج عن البيهقي { ابن عباس بعرفة يداه إلى صدره كاستطعام المسكين } كيف ، وهو أعظم مجامع الدنيا وفيه من الأولياء والخواص ما لا يحصى وصح أن الله يباهي بالواقفين الملائكة ويسن للذكر كامرأة في هودج أن يقف راكبا ومتطهرا ومستقبل القبلة وبموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 108 ] أو قريب منه ، وهو معروف وأن يكثر الصدقة وأفضلها العتق وأن يحسن ظنه بربه تعالى ومن ثم لما رأى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو رضي الله عنه بكاء الناس الفضيل بعرفة ضرب لهم مثلا ليرشدهم إلى ذلك بأنهم مع كثرتهم لو ذهبوا لرجل فسألوه دانقا ما خيبهم فكيف بأكرم الكرماء والمغفرة عنده دون دانق عندنا وصح خبر { } وليحذر من صعود جبل الرحمة بوسط ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة عرفة ، فإنه بدعة خلافا لجمع زعموا أنه سنة وأنه موقف الأنبياء ( فإذا غربت الشمس ) جميعها ( قصدوا مزدلفة ) على طريق المأزمين أي الجبلين وعليهم السكينة والوقار مكثرين من التلبية قال القفال والتكبير وكذا في الذهاب من مزدلفة لمنى وعلى خلاف كلام القفال الذي أطبق عليه الأصحاب فيما مر أن سنة محله في غير الحاج ما دام لم يتحلل كما مر ثم ومن وجد فرجة أسرع وأما ما اعتيد من التزاحم بين العلمين ثم الحاجزين بين إحياء ليلة العيد بالتكبير إلى خروج الإمام لصلاته نمرة وعرفة ، أو بين الحل والحرم ومن إيقاد الشموع ليلة التاسع بعرفة فبدعتان قبيحتان مذمومتان يتولد منهما مفاسد لا تحصى