الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( وجماح الدابة ) بالكسر وهو امتناعها على راكبها وعبر غيره بكونها جموحا فاقتضى أنه لا بد أن يكون طبعا لها وهو متجه نظير ما مر ومثله هربها مما تراه وشربها لبن نفسها وألحق به لبن غيرها ( وعضها ) وخشونة مشيها بحيث يخاف منه سقوط راكبها وقلة أكلها بخلاف القن .

                                                                                                                              وكون الدار منزل الجند أو بجنبها [ ص: 357 ] نحو قصارين يؤذون بنحو صوت دقهم أو كون الجن مسلطين على ساكنها بالرجم أو نحوه أو القردة مثلا ترعى زرع الأرض أو الأرض ثقيلة الخراج أي بأن يكون عليها أكثر من أمثالها بما لا يتغابن به فيما يظهر أو أشيع نحو وقفيتها أو ظهر مكتوب بها لم يعلم كذبه أو أخبر عدل بها وإن لم يثبت ولو عدل رواية فيما يظهر لأن المدار على ما يغلب على الظن وجود ذلك ولا مطمع في استيفاء العيوب بل التعويل فيها على الضابط الذي ذكروه لها

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : هربها ) هو المسمى في العرف بالجفل ( قوله : وقلة أكلها ) بخلاف كثرة أكلها وكثرة أكل القن فليس واحد منهما عيبا وبخلاف قلة شربها فيما يظهر لأنه لا يورث ضعفا ومن العيوب كون [ ص: 357 ] الشاة مقطوعة الأذن بقدر ما يمنع التضحية م ر ( قوله : ثقيلة الخراج ) قال في الروض ولا أثر لظنه سلامتها من خراج معتاد قال في شرحه بأن ظن أن لا خراج عليها أو أن عليها خراجا دون خراج أمثالها ثم تبين عدم سلامتها من ذلك لأنه مقصر بعدم البحث انتهى



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : ومثله ) إلى المتن في النهاية والمغني ( قوله : هربها إلخ ) هو المسمى في العرف بالجفل ا هـ سم ( قوله : وشربها إلخ ) أي وإن لم يكن مأكولا ا هـ . قول المتن ( وعضها ) أي وكونها رموحا نهاية ومغني أي كثيرة الرمح ع ش ( قوله : وخشونة مشيها ) إلى قوله أو أخبر عدل بها في النهاية ( قوله : وقلة أكلها ) بخلاف كثرة أكلها وكثرة أكل القن فليس واحد منهما عيبا وبخلاف قلة شربها فيما يظهر لأنه لا يورث ضعفا ومن العيوب كون الشاة مقطوعة الأذن بقدر ما يمنع التضحية م ر ا هـ سم ( قوله : وكون الدار منزل الجند ) كأن المراد أنه جرت عادتهم بالنزول فيها عند مرورهم بذلك المحل وينبغي أن يكون جوارها كذلك لأنه قد يتأذى بمجاورتهم أشد من التأذي بمجاورة القصارين ا هـ سيد عمر ( قوله : منزل الجند ) أو ظهر بقربها دخان من نحو [ ص: 357 ] حمام أو على سطحها ميزاب رجل أو مدفون فيها ميت وكون الماء يكره استعماله أو اختلف في طهوريته كمستعمل كوثر فصار كثيرا أو وقع فيه ما لا نفس له سائلة وكون الأرض في باطنها رمل أو أحجار مخلوقة وقصدت لزرع أو غرس وإن أضرت بأحدهما فقط والحموضة في البطيخ لا الرمان عيب وإن خرج من حلو ولا رد لكون الرقيق رطب الكلام أو غليظ الصوت ا هـ نهاية قال ع ش قوله : ميت أي صغير أو كبير ما لم يندرس جميع أجزائه فيما يظهر لجواز حفر موضعه حينئذ والتفرق فيه ا هـ وقوله : ما لم يندرس إلخ فيه وقفة وميل القلب إلى الإطلاق ( قوله : نحو قصارين ) من النحو الطاحونة ا هـ ع ش أي ومهراس نحو الحناء ( قوله : أو القردة إلخ ) عطف على الجن ( قوله : مثلا ) أي والخنازير ( قوله : والأرض ثقيلة إلخ ) كذا في أصله رحمه الله تعالى الأولى التعبير بأو كما في النهاية وغيرها ا هـ سيد عمر وفي النهاية والروض ولا أثر لظنه سلامتها من خراج معتاد ا هـ قال ع ش أي في عدم ثبوت الخيار فإذا ظن قلة خراجها على خلاف العادة أو عدمه ثم بان خلافه لم يتخير ا هـ .

                                                                                                                              ( قوله : لم يعلم كذبه ) عبارة النهاية إلا أن يعلم أنها مزورة ا هـ أي مكذوبة وكان قادرا على دفع التزوير ( قوله : استيفاء العيوب ) أي عيوب المبيع حيوانا أو غيره




                                                                                                                              الخدمات العلمية