( ويسن ) لكل أحد ( ) لما في خبر شرب ماء زمزم { مسلم } أي : فيها قوة الاغتذاء الأيام الكثيرة لكن مع الصدق كما وقع أنها مباركة وأنها طعام طعم لأبي ذر رضي الله عنه بل نما لحمه وزاد سمنه زاد أبو داود والطيالسي { } أي : حسي ، أو معنوي ومن ثم سن لكل أحد شربه وأن يقصد به نيل مطلوباته الدنيوية والأخروية لخبر { وشفاء سقم } سنده حسن بل صحيح كما قاله أئمة وبه يرد على من طعن فيه بما لا يجدي [ ص: 144 ] ماء زمزم لما شرب له وقيامه صلى الله عليه وسلم لبيان الجواز ثم اللهم إنه بلغني أن رسولك ويسن عند إرادة شربه الاستقبال والجلوس محمدا صلى الله عليه وسلم قال { } أي : يمتلئ ويكره نفسه عليه لخبر ماء زمزم لما شرب له اللهم إني أشربه لكذا اللهم فافعل لي ذلك بفضلك ثم يسمي الله تعالى ويشربه ويتنفس ثلاثا وأن يتضلع منه { ابن ماجه } وأن ينقله إلى وطنه استشفاء وتبركا له ولغيره آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من ماء زمزم ، فإن لم يتيسر فما في الحجر منها وأن يكثر الدعاء والصلاة في جوانبها مع غاية من الخضوع والخشوع وغض البصر وأن يكثر من الطواف والصلاة ، وهي أفضل منه ولو للغرباء كما مر وأن يختم القرآن ويسن تحري دخول الكعبة والإكثار منه بمكة لأن بها نزل أكثره ومن الاعتمار ، وهو أفضل من الطواف كما مر ( و ) يسن بل قيل يجب وانتصر له والمنازع في طلبها ضال مضل ( ) لكل أحد كما بينت ذلك مع أدلتها وآدابها وجميع ما يتعلق بها في كتاب حافل لم أسبق إلى مثله سميته الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم وقد صح خبر { زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم } ثم اختلف العلماء أيما الأولى في حق مريد الحج تقديمها على الحج أو عكسه والذي يتجه في ذلك أن الأولى لمن مر من زارني وجبت له شفاعتي بالمدينة المشرفة ولمن وصل مكة والوقت متسع والأسباب متوفرة تقديمها ، فإن انتفى شرط من ذلك سن كونها ( بعد فراغ الحج ) وما أوهمته عبارته من قصر ندب الزيارة ، أو هي وما قبلها على الحاج غير مراد ، وإنما المراد أنها للحجيج آكد ؛ لأن تركهم لها وقد أتوا من أقطار بعيدة وقربوا من المدينة قبيح جدا كما يدل له خبر { } ، وإن كان في سنده مقال من حج [ ص: 145 ] ولم يزرني فقد جفاني